بدأت الرواية وأنا متحمس لقرائتها لما سمعته عنها وعن دان براون عمومًا.. لكني لم أجد هنا الكاتب العبقري الذي تحدثوا عنه، وإن كانت هذه الرواية هي أفضل مابدأت الرواية وأنا متحمس لقرائتها لما سمعته عنها وعن دان براون عمومًا.. لكني لم أجد هنا الكاتب العبقري الذي تحدثوا عنه، وإن كانت هذه الرواية هي أفضل ما كتب على حسب رأى الكثيرين، فهو إذاً لا يتعدى مرتبة الجيد، في نظري، وأرى أن السبب الأول في شهرة دان براون الكبيرة؛ هي الضجة الكبيرة التي أحدثها بتصادمه مع الكنيسة، لا أكثر.
الرواية بدأت بداية جيدة، ثم بدأت تأخذ مسارًا فزيائيًا مملا، وبدأت تدخل في أمور تاريخية وكنسية، ثم عادت إلى طابع الجريمة التي بدأت به الرواية، في رحلة يكتنفها الملل والملل والملل إسهاب في الوصف بطريقة مملة إلى حد التطرق إلى مواضيع أخرى، فكانت تُخلّ بقوام السرد. وإقحام الكثير والكثير من المعلومات في الرواية بصورة مملة، فالرواية غايتها الأولى المتعة وليست المعلومات، وهو هنا ضحى بالأولى على حساب الثانية.. لا بأس أن تضيف معلومات لكن بشرط ألا تخرج عن مسار الرواية الأصلي. كما أني لا أحب المدرسة التي تهتم بالحوار أكثر من السرد؛ وتقطع السرد بجمل حوارية؛ فترى أن الجمل الحوارية كثيرة، فتشعر بأنك تقرأ سيناريو لا رواية.
ولو أن الفيلم مختلف عن الرواية وبدلَّ وحذف الكثير من احداثها وشخصياتها، إلا أنه أفضل منها بكثير.
بالتأكيد سأعود للقراءة لدان براون قريبًا، فكاتب بهذه الشهرة، ليست هذه الرواية - بالطبع - هي أفضل ما كتب.
Merged review:
بدأت الرواية وأنا متحمس لقرائتها لما سمعته عنها وعن دان براون عمومًا.. لكني لم أجد هنا الكاتب العبقري الذي تحدثوا عنه، وإن كانت هذه الرواية هي أفضل ما كتب على حسب رأى الكثيرين، فهو إذاً لا يتعدى مرتبة الجيد، في نظري، وأرى أن السبب الأول في شهرة دان براون الكبيرة؛ هي الضجة الكبيرة التي أحدثها بتصادمه مع الكنيسة، لا أكثر.
الرواية بدأت بداية جيدة، ثم بدأت تأخذ مسارًا فزيائيًا مملا، وبدأت تدخل في أمور تاريخية وكنسية، ثم عادت إلى طابع الجريمة التي بدأت به الرواية، في رحلة يكتنفها الملل والملل والملل إسهاب في الوصف بطريقة مملة إلى حد التطرق إلى مواضيع أخرى، فكانت تُخلّ بقوام السرد. وإقحام الكثير والكثير من المعلومات في الرواية بصورة مملة، فالرواية غايتها الأولى المتعة وليست المعلومات، وهو هنا ضحى بالأولى على حساب الثانية.. لا بأس أن تضيف معلومات لكن بشرط ألا تخرج عن مسار الرواية الأصلي. كما أني لا أحب المدرسة التي تهتم بالحوار أكثر من السرد؛ وتقطع السرد بجمل حوارية؛ فترى أن الجمل الحوارية كثيرة، فتشعر بأنك تقرأ سيناريو لا رواية.
ولو أن الفيلم مختلف عن الرواية وبدلَّ وحذف الكثير من احداثها وشخصياتها، إلا أنه أفضل منها بكثير.
بالتأكيد سأعود للقراءة لدان براون قريبًا، فكاتب بهذه الشهرة، ليست هذه الرواية - بالطبع - هي أفضل ما كتب....more
يقدم الكاتب التنزاني عبد الرزاق قرنح قصة شاب هو خليط بيئة معقدة من الطفولة إلى الشباب، في إطار من الفقر المدقع الذي يعانيه في قريته الساحلية والمرارة يقدم الكاتب التنزاني عبد الرزاق قرنح قصة شاب هو خليط بيئة معقدة من الطفولة إلى الشباب، في إطار من الفقر المدقع الذي يعانيه في قريته الساحلية والمرارة التي تحيط بقصة العائلة وتكوينها وأزمة الهوية التي تسيطير بشكل غير مباشر على تكوين "حسان" بطل الرواية، وفي إطار أوسع وأقل مباشرة لكنه المحور الأساسي للعمل وهي أزمة العالم ما بعد الكولونيالي، فحديث الكاتب عن الاستقلال والسياسة يقع على هامش الرواية، لكنه يشكل بالتضافر مع مشكلة الهوية في هذا العالم الأساس التي قامت عليه الرواية، والتي تتمثل في شكل استعدادات جسدية "هابتوسات" عند ابطال الرواية تفتح من إمكانياتهم كفاعلين اجتماعيين في بيئتهم، لكنها توجد في تفاعل أساسي مع البنى إجتماعية المتوارثة عن الاستعمار والتي تفرض نفسها عليهم وتحد من إمكانياتهم.
هذا ما يظهر بالأخص عند نهاية الرواية، والصراع عند البطل بين الموروث والحداثة، بين قراره الأول وأحلام المراهقة بالسفر خارج البلاد، وما بين الاصطدام بالواقع واليأس وقرار البقاء في بلده كمحاولة منه لتغيير أي شيء، ثم الوصول إلى حالة وسط ما بين الاثنين بناءً على الواقع المحيط.
ككل كتاباتات ما بعد الاستعمار يقع الاستعمار وآثاره في قلب المشهد، بتأثر واضح في بعض النقاط بتحليلات إدوارد سعيد حول الماركسية ومشكلة الموروث والحداثة، يقدمها قرنح بسرد مبهر في تنقله بين الماضي والحاضر بخفة، وحرفنة أدبية في تشكيل القصة دون أن يثقلها بإطار نظري بالرغم من محوريته، وهي معادلة ليس من السهل تحقيقها....more