What do you think?
Rate this book
إجازة تفرغ
• «إحدى دُرر الرواية العربية» السفير
• «تكاد تكون فريدة في السرد العربي.. تكشف بصورة نادرة في الرواية العربية إشكاليات الفنان في واقعه المأزوم، والثمن الذي يدفعه نتيجة تفرد رؤاه التي قد يدهسها المجتمع ويقصيها.. كل أعمال بدر الديب مشغولة بالسؤال الفلسفي العميق والذي ربما يبدو صادمًا وغريبًا بالنسبة للقراء رغم أنه تحديدًا ما يعطي النص خصوصيته الفريدة» منتصر القفاش
• «واحد من رُواد الحداثة العربية.. بدر الديب من الكُتاب والمفكرين الذين تركوا أثرًا شديد الأهمية في ثقافات الشعوب أمثال كافكا وتشيكوف وطه حسين والعقاد وشكسبير» سعيد الكفراوي
• «يمسك بدر الديب بتلابيبك. ذهن مُتوقد. يستفزك إلى الحد الأقصى» عدلي رزق الله
• «إذا جهله الكثيرون فليس هذا ذنبه، بل ذنب حياتنا الثقافية التي تسلَّمها المهرجون» شكري عياد
يُقرر الفنان حسن عبد السلام أن يأخذ «إجازة تفرغ» من جو المثقفين الزائف في القاهرة، ومن الجريدة التي تنشر رسومه، ومن الضغوط السياسية التي يتعرض لها، ليتفرغ لأعماله الفنية. في خلوة بيته، قُرب ملاحات الإسكندرية، وفي الصمت الذي لا يقطعه إلا هدير البحر، يضطر لمواجهة نفسه وماضيه وفنه. لكنها مواجهة من نوع آخر تنتظره عندما يتم إرساله إلى الجبهة ليوثق المعارك برسومه، فيصطدم بأعنف أشكال الواقع الذي كان يحاول الهروب منه.
رواية رائعة، تُقرأ بشغف، وتجرد قارئها من كل أوهامه عن الوجود والفن والعلاقة بالنفس وبالآخرين.
• «تكاد تكون فريدة في السرد العربي.. تكشف بصورة نادرة في الرواية العربية إشكاليات الفنان في واقعه المأزوم، والثمن الذي يدفعه نتيجة تفرد رؤاه التي قد يدهسها المجتمع ويقصيها.. كل أعمال بدر الديب مشغولة بالسؤال الفلسفي العميق والذي ربما يبدو صادمًا وغريبًا بالنسبة للقراء رغم أنه تحديدًا ما يعطي النص خصوصيته الفريدة» منتصر القفاش
• «واحد من رُواد الحداثة العربية.. بدر الديب من الكُتاب والمفكرين الذين تركوا أثرًا شديد الأهمية في ثقافات الشعوب أمثال كافكا وتشيكوف وطه حسين والعقاد وشكسبير» سعيد الكفراوي
• «يمسك بدر الديب بتلابيبك. ذهن مُتوقد. يستفزك إلى الحد الأقصى» عدلي رزق الله
• «إذا جهله الكثيرون فليس هذا ذنبه، بل ذنب حياتنا الثقافية التي تسلَّمها المهرجون» شكري عياد
يُقرر الفنان حسن عبد السلام أن يأخذ «إجازة تفرغ» من جو المثقفين الزائف في القاهرة، ومن الجريدة التي تنشر رسومه، ومن الضغوط السياسية التي يتعرض لها، ليتفرغ لأعماله الفنية. في خلوة بيته، قُرب ملاحات الإسكندرية، وفي الصمت الذي لا يقطعه إلا هدير البحر، يضطر لمواجهة نفسه وماضيه وفنه. لكنها مواجهة من نوع آخر تنتظره عندما يتم إرساله إلى الجبهة ليوثق المعارك برسومه، فيصطدم بأعنف أشكال الواقع الذي كان يحاول الهروب منه.
رواية رائعة، تُقرأ بشغف، وتجرد قارئها من كل أوهامه عن الوجود والفن والعلاقة بالنفس وبالآخرين.
184 pages, Paperback
First published January 1, 1990
About the author
بدر الديب
22 books65 followersولد بدر الديب (بدر الديب حب الله الديب) العام 1926 بجزيرة بدران بالقاهرة، وتخرج في قسم الفلسفة كلية الآداب جامعة القاهرة العام 1946، ودرس لمدة عام علم الجمال في جامعة السوربون علي يد ايتيين سوريو العام 1948، ودرس في جامعة كولومبيا مدرسة المكتبات، وحصل على درجة الماجستير في علوم المكتبات 1953، ودرجة مهنية للتأهيل للدكتوراه في علوم المكتبات يناير 1960، وقد تولى العديد من المواقع الثقافية المهمة مصرياً وعربياً ودولياً منها خبير اليونسكو في التوثيق التربوي وخبير للأمم المتحدة، وأستاذ غير متفرغ لتدريس تاريخ المسرح والنقد المسرحي بمعهد الفنون المسرحية، ورأس تحرير جريدة المساء القاهرية بين عامي 1967 و1986، أما دراساته وكتاباته الإبداعية وترجماته وتحقيقاته التراثية فهي كثيرة ومتعددة، فمن أعماله الروائية (أوراق زمردة أيوب) و(حديث شخصي) و(إجازة تفرغ) و(إعادة حكاية حاسب كريم الدين وملكة الحيات)، وفي الشعر له (حرف ال ح) و(إعادة حرف ال ح)، وفي المسرح له (الدم والانفصال) و(مرجريت امرأة غريبة)، وفي الترجمة له (الموت والوجود) لجيمس ب .كارس، و(تاريخ علم الجمال) لجلبرت وكون، وفي الدراسات له ثلاثة مجلدات من المقالات النقدية والدراسات المنشورة في الجرائد والمجلات المتخصصة، وله ترجمات لمسرحيات لشكسبير ووليم سارويان وتشكوف وكوفمان، هذا فضلاً عن تحقيقاته التراثية مثل (طبقات بن سعد) و(خطط المقريزي) و(رحلة أبي جبير).
Ratings & Reviews
Friends & Following
Create a free account to discover what your friends think of this book!
Community Reviews
Displaying 1 - 30 of 46 reviews
July 25, 2024
- قطعة أدبية فريدة من نوعها في الأدب العربي، لا أذكر انني قرأت ما يشابه هذا الأسلوب في الطرح الفلسفي لموضوع الفن (عربياً)، أما بالشكل العام فقد ذكرني اطار العزلة بقصة جوناس لألبير كامو وترابط السؤال بين القصتين عن الفن، ماهيته وجوهره؟! كما ان أسلوب المحاكمة عبر التذكر قد ذكرني أيضاً بـ السقطة لكامو أيضاً.
- القسم الأول من الرواية يغوص في محاولة إدراك كنه الفن، هل هو محاكاة للواقع؟ مرآة له ام هو كيان مقدس قائم بذاته لا يشابه ولا يعكس "حكاية" او "واقع" او "حدث" يجري في الحياة الفعلية؟! هذا القسم كان فيه الكثير من الربط بين حياة الفنان الشخصية المتشظية بين ام وزوجة وعشيقة وعشيقة إضافية وبين مقارنات أدبية-فلسفية مرتكزة على الكوميديا الآلهية لدانتي من جهة و "ألف ليلة وليلة" من الجهة الأخرى (امتدت طوال الرواية)، بين الإلهي المفترض والمادي الملموس الواقعي. هذا الربط والحدث يجري في العقل بعملية تذكر معقّدة مبنية على الصور المخزنة للأحداث.
- القسم الثاني يبدأ مع أحداث تاريخية سياسية، العبور والحرب، ويعقد الراوي مقارنة بين "خطيئته" و"خطيئة" عبد الناصر وحاجة كليهما الى "المطهر" والإعتراف. في هذا القسم ايضاً يظهر تأثير الحرب على لجم وإعاقة الفنان عن ممارسة عمله وتأطيره ضمن رؤية واحدة. تدخل "حسنية" الى المشهد وتجاوب بساطتها وأنوثتها عن بعض الأسئلة في موضوع الفن والوجود ذاته!
- رواية عميقة، صعبة، تطرح العديد من الأسئلة حول المفاهيم، الواقع الثقافي المهترئ، الخطيئة، علاقة الإنسان بذاته وبغيره وتضع القارئ امام أسئلة بدر الديب بشكل حاد وبارد!
Instagram: fayez_ghazi
https://www.instagram.com/invites/con...
- القسم الأول من الرواية يغوص في محاولة إدراك كنه الفن، هل هو محاكاة للواقع؟ مرآة له ام هو كيان مقدس قائم بذاته لا يشابه ولا يعكس "حكاية" او "واقع" او "حدث" يجري في الحياة الفعلية؟! هذا القسم كان فيه الكثير من الربط بين حياة الفنان الشخصية المتشظية بين ام وزوجة وعشيقة وعشيقة إضافية وبين مقارنات أدبية-فلسفية مرتكزة على الكوميديا الآلهية لدانتي من جهة و "ألف ليلة وليلة" من الجهة الأخرى (امتدت طوال الرواية)، بين الإلهي المفترض والمادي الملموس الواقعي. هذا الربط والحدث يجري في العقل بعملية تذكر معقّدة مبنية على الصور المخزنة للأحداث.
الفن لا يحاكي لكنه يستعمل الواقع ليفعل، ليفعل فعلاُ مستقلاً منعزلاً،له وجوده الخاص. وليس التاريخ الجديد للفن إلا محاولات متكررة لتأكيد ذلك
خارج الصور، تخدعك الذاكرة وتتداخل الأوقات. إنك لا تستطيع ان تمارس التذكر فعلاً إلا مع الصور، أما إذا بدأت تحاول ان تفهم او تحاول ان تحكي فأنت تصنع شيئاً مفتعلاً لا وجود له في لحظة محدودة لأنه مصنوع في العقل وليس في العين.
إن موقفنا غريب جداً من "ألف ليلة وليلة"... لا احد ينكر قيمتها وأسرها ولا احد يفسر تحريمها وحجبها.. لماذا ليس لدينا من الشروح والكتب على "ألف ليلة وليلة" مثل ما لدى العالم عن "دانتي"؟
- القسم الثاني يبدأ مع أحداث تاريخية سياسية، العبور والحرب، ويعقد الراوي مقارنة بين "خطيئته" و"خطيئة" عبد الناصر وحاجة كليهما الى "المطهر" والإعتراف. في هذا القسم ايضاً يظهر تأثير الحرب على لجم وإعاقة الفنان عن ممارسة عمله وتأطيره ضمن رؤية واحدة. تدخل "حسنية" الى المشهد وتجاوب بساطتها وأنوثتها عن بعض الأسئلة في موضوع الفن والوجود ذاته!
إن الطريق الى المعنى مليء بالنوايا التي تدفع الى الخطيئة كما تدفع الى الندم. لكن كيف يجمع المرء بين التوبة وارتكاب الخطيئة؟
- رواية عميقة، صعبة، تطرح العديد من الأسئلة حول المفاهيم، الواقع الثقافي المهترئ، الخطيئة، علاقة الإنسان بذاته وبغيره وتضع القارئ امام أسئلة بدر الديب بشكل حاد وبارد!
Instagram: fayez_ghazi
https://www.instagram.com/invites/con...
January 31, 2019
في التعليقات على ظهر الرواية يلخص شكري عياد الكثير من الحديث بقوله:
"إذا جهله الكثيرون فليس هذا ذنبه، بل ذنب حياتنا الثقافية التي تسلمها المهرجون."
تُعد هذه الرواية طفرة أدبية بكل المقاييس، نص فريد من نوعه في الأدب العربي على مستوى السرد والموضوع.
تدور الرواية حول فنان قاهري يأخذ إجازة تفرغ ويذهب إلى مكان منعزل في الإسكندرية بعيدًا عن الوسط الثقافي الذي غلب عليه الكذب والادعاء والزيف.
لكن الانعزال لم يساعده على التفرغ للرسم والنحت بقدر ما ساعد على أن يتفرغ لمحاكمة ذاتية حيث يتداعى الزمن ويسيل ويطفو سؤال الكينونة والزمن وعلاقة الموجود بالآخر مع بروز معنى آخر لمفهوم الخطيئة، الخطيئة تجاه الزوجة والحبيبة والأم، مع نزع لاهوتية الخطيئة وتأصيلها كمعنى إنساني يلازمه المطهر، أو الضمير الإنساني، لكن بخلاف دانتي في الكوميديا يرى حسن أن الفردوس جعل العمل الفني في قبضة اللاهوت بامتياز، ويؤكد أن حكايات ألف ليلة وليلة أعمق وأهم بمراحل من كوميديا دانتي، فألف ليلة واقعية بالرغم مما فيها من خيال. وكان هذا متناسق مع ما كرّسه من البداية لرفع شأن الجسد من خلال تعامله مع المرأة والجنس طول الرواية، فالجنس مع حبيبته الإيطالية المتزوجة لم يكن خطيئة بقدر ما كان الجنس مع زوجته المصرية، وفي النهاية كان هو مطهر آخر وساعده على تجلّي المعنى.
يصل بدر الديب في النهاية إلى معنى وعمل فني، العمل الذي سعى إليه من البداية للنهاية ببساطته المتناهية ورؤيته الذاتية البحتة لهذا العمل، وفي هذا كان صراع حسن الحقيقي مع الوسط الثقافي ومدعيه وواقعه، وهذا التصادم صوره في فصل تم نقله فيه للجبهة في حرب الاستنزاف لمحاولة تصوير ما يحدث لكنه لم يؤدي في النهاية إلا إلى اتساع الهوة بينه وبين الآخرين.
في النهاية لم يجد الفنان سوى ذاته، بعد أن انخرط في عمل فني تغلب عليه الحكاية لا الفن يبدأ في اكتشاف الفن الحقيقي من خلال حسنية، من خلال عودته لممارسة الخطيئة وتجلّي إنسانيته وتنحية صراعه مع ذاته لبعض الوقت.
"إذا جهله الكثيرون فليس هذا ذنبه، بل ذنب حياتنا الثقافية التي تسلمها المهرجون."
تُعد هذه الرواية طفرة أدبية بكل المقاييس، نص فريد من نوعه في الأدب العربي على مستوى السرد والموضوع.
تدور الرواية حول فنان قاهري يأخذ إجازة تفرغ ويذهب إلى مكان منعزل في الإسكندرية بعيدًا عن الوسط الثقافي الذي غلب عليه الكذب والادعاء والزيف.
لكن الانعزال لم يساعده على التفرغ للرسم والنحت بقدر ما ساعد على أن يتفرغ لمحاكمة ذاتية حيث يتداعى الزمن ويسيل ويطفو سؤال الكينونة والزمن وعلاقة الموجود بالآخر مع بروز معنى آخر لمفهوم الخطيئة، الخطيئة تجاه الزوجة والحبيبة والأم، مع نزع لاهوتية الخطيئة وتأصيلها كمعنى إنساني يلازمه المطهر، أو الضمير الإنساني، لكن بخلاف دانتي في الكوميديا يرى حسن أن الفردوس جعل العمل الفني في قبضة اللاهوت بامتياز، ويؤكد أن حكايات ألف ليلة وليلة أعمق وأهم بمراحل من كوميديا دانتي، فألف ليلة واقعية بالرغم مما فيها من خيال. وكان هذا متناسق مع ما كرّسه من البداية لرفع شأن الجسد من خلال تعامله مع المرأة والجنس طول الرواية، فالجنس مع حبيبته الإيطالية المتزوجة لم يكن خطيئة بقدر ما كان الجنس مع زوجته المصرية، وفي النهاية كان هو مطهر آخر وساعده على تجلّي المعنى.
يصل بدر الديب في النهاية إلى معنى وعمل فني، العمل الذي سعى إليه من البداية للنهاية ببساطته المتناهية ورؤيته الذاتية البحتة لهذا العمل، وفي هذا كان صراع حسن الحقيقي مع الوسط الثقافي ومدعيه وواقعه، وهذا التصادم صوره في فصل تم نقله فيه للجبهة في حرب الاستنزاف لمحاولة تصوير ما يحدث لكنه لم يؤدي في النهاية إلا إلى اتساع الهوة بينه وبين الآخرين.
في النهاية لم يجد الفنان سوى ذاته، بعد أن انخرط في عمل فني تغلب عليه الحكاية لا الفن يبدأ في اكتشاف الفن الحقيقي من خلال حسنية، من خلال عودته لممارسة الخطيئة وتجلّي إنسانيته وتنحية صراعه مع ذاته لبعض الوقت.
November 2, 2020
يحدث نادراً أن ألتقي بعمل أدبي، استطيع أن ألمس إتقانه وأشعر بجودته، غير أنه –لسبب أجهله- يعجز عن قدح زنادي أو إشعال فتيلي. هذه الرواية مثال على تلك الحالة الغريبة.
في هذه الرواية نأخذ إجازة تفرغ لنراقب الفنان التشكيلي الذي يعاني من انسداد إبداعي يتمخض عنه السقوط في دوامة من الذكريات ،ومراجعات النفس وشيء من الاكتئاب. يمكننا تصنيف الرواية ضمن الأعمال التي تمثل المأزق الوجودي للإنسان العصري.
يطرح الكاتب عبر فنانه التائه مواضيع مهمة مثل علاقة الرجل بالمرأة بمختلف أدوارها:الأم، الزوجة، العشيقة، كذلك الفن وقيمته وهدفه، زيف مجتمع المثقفين، ارتباك العودة من المهجر وقليل من الحديث عن الوطنية.
السرد مُحكم، تزينه صور من الماضي (فلاش باك) وتلونه مقتطفات من (ألف ليلة وليلة) و (الكوميديا الإلهية). لا شك أن بدر الديب برع في نسج نص يسحب القارئ إلى تلافيف ذهن الفنان المضطرب، المكتئب والحائر.
رواية عربية بنكهة أوروبية تستحق القراءة.
في هذه الرواية نأخذ إجازة تفرغ لنراقب الفنان التشكيلي الذي يعاني من انسداد إبداعي يتمخض عنه السقوط في دوامة من الذكريات ،ومراجعات النفس وشيء من الاكتئاب. يمكننا تصنيف الرواية ضمن الأعمال التي تمثل المأزق الوجودي للإنسان العصري.
يطرح الكاتب عبر فنانه التائه مواضيع مهمة مثل علاقة الرجل بالمرأة بمختلف أدوارها:الأم، الزوجة، العشيقة، كذلك الفن وقيمته وهدفه، زيف مجتمع المثقفين، ارتباك العودة من المهجر وقليل من الحديث عن الوطنية.
السرد مُحكم، تزينه صور من الماضي (فلاش باك) وتلونه مقتطفات من (ألف ليلة وليلة) و (الكوميديا الإلهية). لا شك أن بدر الديب برع في نسج نص يسحب القارئ إلى تلافيف ذهن الفنان المضطرب، المكتئب والحائر.
رواية عربية بنكهة أوروبية تستحق القراءة.
March 5, 2019
سردٌ كالدبابيس في العقل. تماسك في البناء كالألماس: جميل وصلب. قصة مختلفة، ومعالجة فريدة عن الفن والملاحم الشعبية كألف ليلة وليلة والكلاسيكيات ككوميديا دانتي الإلهية.. معالجة تُجرد المواضيع وتضع الإشكاليات المقصودة في أقصر وأبلغ صورة. وعي بالنفس غير عادي وأسلوب يُميّز من بين الآلاف بسهولة.. فالانشغال الدائم بالسؤال الفلسفي والآراء الصدامية في الفن والتجسيد والمحاكاة والخطيئة والموت والكينونة والكثير من المواضيع صعبة الحصر، جعلَ الألفاظَ منتقاة كما يُنتقى الشعر من العجين، والجمل مُركبّة كجزيئات النانو. ويجتمع كل ذلك في هذا النص على هيئة نصوص متوسطة من سيرة ذاتية تؤرّخ الخراب المتعشّق في الروح موصِّلها إلى حدِّ الانهيار، الانهيار المُتجاوَز إلى الإشارة لانهيار المجتمع المصري في ظل تفشي الهاجس الأمني، وتحكم العقليّة القابضة على سائر مكونات المجتمع، بحيث انتهت الاشتراكية الناصرية إلى نقيض ما كانت تأمل تحقيقه. وقولي إن هذه الرواية على هيئة نصوص من سيرة بدر الديب الذاتية هذا في اعتقادي وحسب، فلا أظن أن تلك الرواية منسوجة مُصفّاة من وحي الخيال.
لا أعلم ما يمكن أن أقوله عنه ويكون أفضل من قول شكري عياد: "إذا جهله الكثيرون فليس هذا ذنبه، بل ذنب حياتنا الثقافية التي تسلّمها المهرجون.".
لا أعلم ما يمكن أن أقوله عنه ويكون أفضل من قول شكري عياد: "إذا جهله الكثيرون فليس هذا ذنبه، بل ذنب حياتنا الثقافية التي تسلّمها المهرجون.".
December 3, 2020
أول لقاء بيني وبين بدر الديب ولن يكون الأخير، وكما ورد علي ظهر غلاف الكتاب “ إذا جهله الكثيرون فليس هذا ذنبه، بل ذنب حياتنا الثقافية التي تسلمها المهرجون” ..
هذا ما قدمه بدر الدين في إجازته، الإجازة التي قرر فيها بدر الدين أن ينعزل عن واقعه الزائف للبحث في العديد من المعاني والخطايا، ما بين تحليل للواقع الثقافي في مصر إلي أصدق الأفكار وأكثرها شفافية وفلسفة.. استطاع توريط مشاعري للتوغل في أفكاره ومعانيه للفن، صراعه مع الحكاية وكونه رسام حكاية! معاني كثيرة تدفقت من بين كلماته حاولت أعادتها في العديد من المرات.. كيف استطاع بهذه الشفافية في القلب أن يدرك خطيئته وأفكاره وأعماله وواقعه.. فلسفته للفن لا استطيع التعليق عليها إلا أنها الشئ الأهم للقارئ أنها يدركها بروحه من خلال بدر الديب.. كيف كانت الروابط الإنسانية إنسانية لهذه الدرجة..هل حقيقي أن خطايا البشر مهما فجعت وبشعت قابلة للتوبة والغفران إلا خطايا الفن.. هل البشر انعكاس للفن أم أن الفن انعكاس لنا نحن البشر.. صدق من قال أن هذه الرواية نوع فريد من الأدب.
هذا ما قدمه بدر الدين في إجازته، الإجازة التي قرر فيها بدر الدين أن ينعزل عن واقعه الزائف للبحث في العديد من المعاني والخطايا، ما بين تحليل للواقع الثقافي في مصر إلي أصدق الأفكار وأكثرها شفافية وفلسفة.. استطاع توريط مشاعري للتوغل في أفكاره ومعانيه للفن، صراعه مع الحكاية وكونه رسام حكاية! معاني كثيرة تدفقت من بين كلماته حاولت أعادتها في العديد من المرات.. كيف استطاع بهذه الشفافية في القلب أن يدرك خطيئته وأفكاره وأعماله وواقعه.. فلسفته للفن لا استطيع التعليق عليها إلا أنها الشئ الأهم للقارئ أنها يدركها بروحه من خلال بدر الديب.. كيف كانت الروابط الإنسانية إنسانية لهذه الدرجة..هل حقيقي أن خطايا البشر مهما فجعت وبشعت قابلة للتوبة والغفران إلا خطايا الفن.. هل البشر انعكاس للفن أم أن الفن انعكاس لنا نحن البشر.. صدق من قال أن هذه الرواية نوع فريد من الأدب.
April 1, 2015
إذا جهله الكثيرون فليس هذا بذنبه , بل ذنب حياتنا الثقافية لتي تسلّمها المهرجون . دا كان كلام د\ شكري عياد عن الرواية , ولا أجد وصف أكثر صدقًا .
نحن أمام عمل رائع بكل مقاييس الكلمة , تجليات نفسية من أعمق ما يكون , كتبها أديب متمكن في صورة تلامس مشاعر النفس و دواخلها .
الكتاب أشمل من كونه مجرد رواية تحكي أحداث , بل هو كتاب عن النفس الإنسانية والأزمة التي يعيشها وسطنا الثقافي .
عرض مميز بلغة متقنة للغاية وعمق كتابي نادرًا ما تقابله .
المجتمع السطحي السخيف , الذي يختار الضحل والردئ ليهتم به , ويترك الأجدر بالاهتمام . وكأننا في دائرة مفرغة لا تنتهي . فلا جديد يُقال ولا قديم يعاد , فنحن في مرحلة ثبات مستفزة .
السرد في الكتاب أعظم ما فيه , سرد حكيم متكامل الأركان , والوصف في الرواية دقيق للغاية .
لغة ممتازة وسرد عظيم وتمكن جيد و إمساك محكم بالتفاصيل لينتج لنا عمل مهمل يستحق الاهتمام .
نحن أمام عمل رائع بكل مقاييس الكلمة , تجليات نفسية من أعمق ما يكون , كتبها أديب متمكن في صورة تلامس مشاعر النفس و دواخلها .
الكتاب أشمل من كونه مجرد رواية تحكي أحداث , بل هو كتاب عن النفس الإنسانية والأزمة التي يعيشها وسطنا الثقافي .
عرض مميز بلغة متقنة للغاية وعمق كتابي نادرًا ما تقابله .
المجتمع السطحي السخيف , الذي يختار الضحل والردئ ليهتم به , ويترك الأجدر بالاهتمام . وكأننا في دائرة مفرغة لا تنتهي . فلا جديد يُقال ولا قديم يعاد , فنحن في مرحلة ثبات مستفزة .
السرد في الكتاب أعظم ما فيه , سرد حكيم متكامل الأركان , والوصف في الرواية دقيق للغاية .
لغة ممتازة وسرد عظيم وتمكن جيد و إمساك محكم بالتفاصيل لينتج لنا عمل مهمل يستحق الاهتمام .
July 19, 2019
كنت متحيرا كيف أصف هذا العمل الأدبي العصي على التصنيف، ولكن المؤلف أسعفني بجملة ترد في "اعتذار للقاريء من الناشر" الموجود بنهاية الكتاب، والذي يفترض أنه بقلم رئيس تحرير المجلة التي يعمل بها الفنان بطل الرواية. فهو يقول في اعتذاره "ومازلت لا أدري ماذا أسمي هذه الأوراق. هل هي مذكرات، أم تأملات في الفن، أم رواية وعمل كامل مستقل" وهذا هو بالضبط ما أشعر به تجاه هذه "الرواية" العجيبة
في الرواية فنان تشكيلي يروي لنا معاناته في الخلق الفني، وتأملاته حول الفن وماهيته وعلاقته بالوجود والواقع والحياة. وهو يرى أن الفن "عمل" يخلق أشياء لم تكن موجودة من قبل في هذا الوجود، ولهذا فهو يرى أن العمل الفني ليس مجرد محاكاة للوجود (أو حكاية" عن الوجود) بل إنه وجود مستقل مواز للوجود الفعلي الواقعي، خصوصا وأنه عمل فردي خاص بالفنان وحده. بل إنه يرى أن نزول الفن لمجرد المحاكاة هو "خطيئة" يجب ان يتجنبها الفنان ويجب عليه أن يكفر عنها إذا ارتكبها. وهو يقارن بين ألف ليلة وليلة والكوميديا الإلهية ( ويقول بالمناسبة إن دانتي أليجيري أطلق عليها في الأصل "الكوميديا" فقط !) وهو يرى أن الكوميديا الإلهية أقل من الناحية الفنية لأنها منشغلة بالفلسفة واللاهوت وتقييم الأعمال بين خير وشر، بينما في ألف ليلة فإننا لا نجد سوى الحكاية والأحداث والتفاصيل الحسية والبدنية كما هي بدون فلسفة وبدون لاهوت أو تقييم أخلاقي. حتى أن الفنان في لوحته الثلاثية الأخيرة المستوحاة من أحد قصص ألف ليلة يتجاهل الجزء الأخير من الحكاية الذي يعاقب على الخطيئة
يبدأ السرد بضمير الغائب ويتحول تدريجيا إلى ضمير المتكلم المناسب بصورة أكبر للتأملات والاعترافات الشخصية، ويربط الفنان أزمته الفنية بوقائع حياته الشخصية وعلاقته بوالدته وزوجته ثم بعشيقاته من النساء، وفي نفس الوقت يربط هذه الأزمة بالأحداث السياسية التي مرت بها مصر منذ نكسة يونيو 67 وحرب الاستنزاف، حيث يقارن بين أزمته وبين أزمة جمال عبد الناصر وحاجة كل منهما "للاعتراف بخطيئته". كما يقارن بين قدرات الفنان التي يمكن أن تكون عظيمة والأزمات التي يمكن أن تعيقه عن العمل وبين حرب الاستنزاف التي يقوم فيها أبطال القوات المسلحة بعمليات سريعة خاطفة في حين أن إمكانياتهم الحقيقة أكبر من ذلك بكثير
في هذه الرواية الفلسفية، كما في كل كتابات بدر الديب، نجد مجموعة من الكلمات المتكررة والتي تشي بالموضوعات التي تشغله: الوجود - الواقع - الفن - الخطيئة - التبرير - البدن - العمل والفعل - القيمة والمعنى والمستحيل
من بين الأعمال التي قرأتها للأديب الكبير المتميز بدر الديب أجد أن هذه الرواية ربما تكون أصعبها، ولا أنصح بها كبداية لقراءة أعماله المهمة
في الرواية فنان تشكيلي يروي لنا معاناته في الخلق الفني، وتأملاته حول الفن وماهيته وعلاقته بالوجود والواقع والحياة. وهو يرى أن الفن "عمل" يخلق أشياء لم تكن موجودة من قبل في هذا الوجود، ولهذا فهو يرى أن العمل الفني ليس مجرد محاكاة للوجود (أو حكاية" عن الوجود) بل إنه وجود مستقل مواز للوجود الفعلي الواقعي، خصوصا وأنه عمل فردي خاص بالفنان وحده. بل إنه يرى أن نزول الفن لمجرد المحاكاة هو "خطيئة" يجب ان يتجنبها الفنان ويجب عليه أن يكفر عنها إذا ارتكبها. وهو يقارن بين ألف ليلة وليلة والكوميديا الإلهية ( ويقول بالمناسبة إن دانتي أليجيري أطلق عليها في الأصل "الكوميديا" فقط !) وهو يرى أن الكوميديا الإلهية أقل من الناحية الفنية لأنها منشغلة بالفلسفة واللاهوت وتقييم الأعمال بين خير وشر، بينما في ألف ليلة فإننا لا نجد سوى الحكاية والأحداث والتفاصيل الحسية والبدنية كما هي بدون فلسفة وبدون لاهوت أو تقييم أخلاقي. حتى أن الفنان في لوحته الثلاثية الأخيرة المستوحاة من أحد قصص ألف ليلة يتجاهل الجزء الأخير من الحكاية الذي يعاقب على الخطيئة
يبدأ السرد بضمير الغائب ويتحول تدريجيا إلى ضمير المتكلم المناسب بصورة أكبر للتأملات والاعترافات الشخصية، ويربط الفنان أزمته الفنية بوقائع حياته الشخصية وعلاقته بوالدته وزوجته ثم بعشيقاته من النساء، وفي نفس الوقت يربط هذه الأزمة بالأحداث السياسية التي مرت بها مصر منذ نكسة يونيو 67 وحرب الاستنزاف، حيث يقارن بين أزمته وبين أزمة جمال عبد الناصر وحاجة كل منهما "للاعتراف بخطيئته". كما يقارن بين قدرات الفنان التي يمكن أن تكون عظيمة والأزمات التي يمكن أن تعيقه عن العمل وبين حرب الاستنزاف التي يقوم فيها أبطال القوات المسلحة بعمليات سريعة خاطفة في حين أن إمكانياتهم الحقيقة أكبر من ذلك بكثير
في هذه الرواية الفلسفية، كما في كل كتابات بدر الديب، نجد مجموعة من الكلمات المتكررة والتي تشي بالموضوعات التي تشغله: الوجود - الواقع - الفن - الخطيئة - التبرير - البدن - العمل والفعل - القيمة والمعنى والمستحيل
من بين الأعمال التي قرأتها للأديب الكبير المتميز بدر الديب أجد أن هذه الرواية ربما تكون أصعبها، ولا أنصح بها كبداية لقراءة أعماله المهمة
February 3, 2015
هذا التقديس للفن والتفانى في التبجيل مكون أساسي نلمحه بصيغ مختلفة في أعمال بدر، فالفن عنده ليس وسيلة للتعبير، وليس وسيلة للتسلية بل بحث عن سؤال غامض. وحينما يتوه حسن عبد السلام في متاهة هذا البحث، يجلس على أرضية الاستديو وسط أوراق الجرائد وعلب الطعام المجفف ويبدأ في تذكر مسار حياته بحثاً عن منابع العطب.
خصوصية بدر الديب تتبدي في ذلك الفصل فلا ينجرف الديب إلي حكى تاريخ الشخصية العائلي بشكل يقدس العائلة ويصبغ صفات الرومانسية، بل يتلاعب بمفهوم الذاكرة والتذكر، وكيفية تغيير مشاعرنا اتجاه الأحداث كلما ابتعدت المسافة. يرصد مع أمه كيف تتغير العلاقة من كونه ابنها وطفلها، إلي المسافة التي تقطعها الأم حينما يموت زوجها فلا يتبقي سوى الابن الذكر ومع الوقت تتغير علاقتها به تحاول أن تربيه كرجلاً له صلاحيات الرجال، تعد لهه الطعام وتلمع له الحذاء. لكن هناك مسئوليات كأن يتزوج سميحة قريبته. ويرضخ الفنان لرغبات الأم، لكن هذا لا يمنعه من انشاء حياة سرية مع عشيقة إيطاليا أثناء دراسته في إيطاليا، يترك الزوجة مريضة تموت، وتلحقها الأم بعد ذلك. ويخسر العشيقة الإيطاليا حينما يعود إلي مصر. فيصبح وحيداً بلا عائلة ولا نساء، ليس لديه سوى فنه ومساره المعطوب لا يعرف كيف يحرر نفسه وكييف يحرر فنه وعمله مرة أخري.
بطل بدر الديب غريب عن محيطة العائلي، ومحيطه الثقافي. وحتى الفن نجمة عالية لا يطولها.
خصوصية بدر الديب تتبدي في ذلك الفصل فلا ينجرف الديب إلي حكى تاريخ الشخصية العائلي بشكل يقدس العائلة ويصبغ صفات الرومانسية، بل يتلاعب بمفهوم الذاكرة والتذكر، وكيفية تغيير مشاعرنا اتجاه الأحداث كلما ابتعدت المسافة. يرصد مع أمه كيف تتغير العلاقة من كونه ابنها وطفلها، إلي المسافة التي تقطعها الأم حينما يموت زوجها فلا يتبقي سوى الابن الذكر ومع الوقت تتغير علاقتها به تحاول أن تربيه كرجلاً له صلاحيات الرجال، تعد لهه الطعام وتلمع له الحذاء. لكن هناك مسئوليات كأن يتزوج سميحة قريبته. ويرضخ الفنان لرغبات الأم، لكن هذا لا يمنعه من انشاء حياة سرية مع عشيقة إيطاليا أثناء دراسته في إيطاليا، يترك الزوجة مريضة تموت، وتلحقها الأم بعد ذلك. ويخسر العشيقة الإيطاليا حينما يعود إلي مصر. فيصبح وحيداً بلا عائلة ولا نساء، ليس لديه سوى فنه ومساره المعطوب لا يعرف كيف يحرر نفسه وكييف يحرر فنه وعمله مرة أخري.
بطل بدر الديب غريب عن محيطة العائلي، ومحيطه الثقافي. وحتى الفن نجمة عالية لا يطولها.
October 4, 2021
أسباب مثل أن المؤلف درس "فلسفة الفن" و هو تخصص محبب لقلبي جدًا، بطل الرواية رسام، الأحداث تدور في الأسكندرية حبيبتي و مستقري، ثم أجازة تفرغ كالتي منحها نجيب محفوظ لإبراهيم أصلان.
جعلت الحماسة تملؤني و تلح عليّ بقراءة الرواية، فنانون مثل حلمي التوني و أدهم و سيف وانلي و حسين بيكار و شيئًا من سيرهم الذاتية في الأسكندرية قفزت لذهني أول وهلة..
كل هذا كان دافع كبير لإنهاء الرواية في جلسة واحدة، و هى نفسها الأسباب التي جعلتني في أحباط عارم منها.
الرواية عن رسام يأخذ أجازة تفرغ من المكتب الصحافي الذي يعمل فيه و ينتقل للأسكندرية من أجل التفرغ لأعمال فنية جديدة، لكنه يواجه حالة من انحصار الإلهام الفني من جهة ليحدث طفح لأحداث الماضي حول ثلاثة من النساء في حياته من جهة أخري، المضمون مونولوج طويل يناجي فيه الرسام نفسه و يمرر أراءه عن الفن و الجمال و ماهيته، ما هو الفن الصادق؟ و يحاسب نفسه على ما اقترفه في حق نسائه، هل حاله الإنحصار عقاب له؟
أحببت ربط حياة الرسام و تضافرها الأدبي المتمكن بينها و بين الكوميديا الإلهية بمراحلها الثلاث، هل أعتراف البطل بأخطائه هو المطهر؟ أحببت الجزء الخاص بذهاب البطل للجبهة لتسجيل الأحداث بسكتشات و أظن أن المؤلف قد استعار هذا من التاريخ الفن الأوروبي و الأمريكي حيث يكلف الفنان بالحضور في موقع الحرب و تسجيل الأحداث في لوحات و اسكتشات و هو ما لم نكن نتمتع به في مصر من لفته مهمة أثناء النكسة.
لا يمكن أن أجحد كل هذه الميزات في الرواية ولكنها تظل فيها شيئًا من كل الأشياء، لكنها ليست في شيء بعينه، ملامح من كل الوجوه لكنها ليست وجه محدد، أنا مستاءه من حسن بطل الرواية من طريقة عيشه، من السبيل الذي مضى فيه، من نموذجه للحرية ترك نفسه لملذات الجسد، هل هي رواية عن الإعتراف، حسنًا إلى ماذا وصلت يا حسن؟ إن كان حوارك الذاتي الطويل المشاغب لم يوقظ فيك الضمير، هل أنت إنسان أناني لا يعبأ إلا بنفسه ألا تندم يا حسن؟!
في ماذا ينفعنا القول بأننا توبنا و في ضميرنا نفكر في أثم جديد؟!
جعلت الحماسة تملؤني و تلح عليّ بقراءة الرواية، فنانون مثل حلمي التوني و أدهم و سيف وانلي و حسين بيكار و شيئًا من سيرهم الذاتية في الأسكندرية قفزت لذهني أول وهلة..
كل هذا كان دافع كبير لإنهاء الرواية في جلسة واحدة، و هى نفسها الأسباب التي جعلتني في أحباط عارم منها.
الرواية عن رسام يأخذ أجازة تفرغ من المكتب الصحافي الذي يعمل فيه و ينتقل للأسكندرية من أجل التفرغ لأعمال فنية جديدة، لكنه يواجه حالة من انحصار الإلهام الفني من جهة ليحدث طفح لأحداث الماضي حول ثلاثة من النساء في حياته من جهة أخري، المضمون مونولوج طويل يناجي فيه الرسام نفسه و يمرر أراءه عن الفن و الجمال و ماهيته، ما هو الفن الصادق؟ و يحاسب نفسه على ما اقترفه في حق نسائه، هل حاله الإنحصار عقاب له؟
أحببت ربط حياة الرسام و تضافرها الأدبي المتمكن بينها و بين الكوميديا الإلهية بمراحلها الثلاث، هل أعتراف البطل بأخطائه هو المطهر؟ أحببت الجزء الخاص بذهاب البطل للجبهة لتسجيل الأحداث بسكتشات و أظن أن المؤلف قد استعار هذا من التاريخ الفن الأوروبي و الأمريكي حيث يكلف الفنان بالحضور في موقع الحرب و تسجيل الأحداث في لوحات و اسكتشات و هو ما لم نكن نتمتع به في مصر من لفته مهمة أثناء النكسة.
لا يمكن أن أجحد كل هذه الميزات في الرواية ولكنها تظل فيها شيئًا من كل الأشياء، لكنها ليست في شيء بعينه، ملامح من كل الوجوه لكنها ليست وجه محدد، أنا مستاءه من حسن بطل الرواية من طريقة عيشه، من السبيل الذي مضى فيه، من نموذجه للحرية ترك نفسه لملذات الجسد، هل هي رواية عن الإعتراف، حسنًا إلى ماذا وصلت يا حسن؟ إن كان حوارك الذاتي الطويل المشاغب لم يوقظ فيك الضمير، هل أنت إنسان أناني لا يعبأ إلا بنفسه ألا تندم يا حسن؟!
في ماذا ينفعنا القول بأننا توبنا و في ضميرنا نفكر في أثم جديد؟!
September 19, 2020
رواية عميقة.. تطرح تساؤلات على عدة مستويات.. أرى أنها تُقرأ أكثر من مرة لعمقها وأبعادها الفلسفية والأخلاقية!
September 25, 2019
يكتب بدر الديب هذه للرواية الرائعة عن إنسانية ارتكاب الخطيئة، واستمرار ارتكاب الإنسان للخطايا وتطهره منها في سلسلة متعاقبة تمثل جانبا هاما من حياته. قدم بدر الديب ��لك في حياة فنان يقدس الفن ويراه الفعل الأخلاقي الوحيد في التاريخ الإنساني، حيث يكون العمل الفني متوحدا في ذاته، وتتوازى في ذلك حياة الفنان الصاعدة الهابطة بين الخطيئة والتطهر مع قصائد الكوميديا الإلهية لدانتي المتناثرة مقاطع كثيرة منها في الرواية بترجمة بدر الديب نفسه. يفقد الفنان أهله مقابل إيمانه بالفن ليورثه خطيئته الكبرى، ثم يفقد إيمانه بالمجتمع الكاذب فيعتزله ويبقى وحيدا محاولا جمع ما تبقى عنده من قدرة على الخلق، على إكمال عمل فني، لكنه يفشل في تطويع فنه وهو يحمل على ظهره خطيئته، فيترك عمله ويجتر ماضيه وخطاياه محاولا للتطهر منها في حديث شخصي مؤلم.
تدور الأحداث بين نهاية المكلية المصرية وبين التجربة الناصرية، وتنتهي الرواية في إشارة مباشرة إلى أحداث تاريخية سابقة مباشرة لوفاة جمال عبد الناصر، وبفقرة تؤكدا أنه لا طريق للتطهر الكامل من الخطيئة إلا بالبدء من جديد، بالموت للبعث مرة أخرى.
تدور الأحداث بين نهاية المكلية المصرية وبين التجربة الناصرية، وتنتهي الرواية في إشارة مباشرة إلى أحداث تاريخية سابقة مباشرة لوفاة جمال عبد الناصر، وبفقرة تؤكدا أنه لا طريق للتطهر الكامل من الخطيئة إلا بالبدء من جديد، بالموت للبعث مرة أخرى.
March 6, 2019
مشهد البداية الثقيل الداهم، يفضي لسرد معقد وintrospective, الفنان المسكون بفكرة أسبقية الوجود على الماهية، وهوسه لذلك بال"عمل". والفن/عمله، الذي ينبغي أن يكون أنطولوجيا مستقلة، خالص من المحاكاة. والخطيئة، التي هي تعدٍ على الوجود والإنسان، وليست انتهاك للحدود الإلهية.
January 2, 2021
رشّح لي هذا الكتاب صديقي الراحل الدكتور منير شكر الله رحمه الله وأدخله فسيح جناته، لقد كان الدكتور منير صديق عزيز عليّ، وأخبرني عن تلك الرواية قائلًَا أنها من الأعمال الأدبية العظيمة غير المشهورة، موصيني بقراءة هذا العمل ومرشحًا غيره من الأدباء، كما أخبرني بنصيحته كقارئ مخضرم، ألا أقرأ سوى روائع الأعمال، وألا أكرر أخطاءه عندما كان قارئًا صغيرًا. وحبًا في الدكتور منير وتخليدًا لذكراه أهديه هذه المراجعة، وأدعو لروحه بالسلام.
يحكي الكتاب عن فنان تشكيلي، يسرد الراوي على لسانه أغلب الرواية، متأملًا في ماهية الفن وعلاقته بالوجود، إذ يرى أن الفن الحقيقي "عمل" وليس "فعل" أي أنه خلق لما هو جديد عن الواقع، أو إذا تحدثنا بمفردات هيجل في فينومينولوجيا الروح فإن الفن هو فرض رؤى العقل على الواقع. وبهذا المعنى فإن الفن يجب أن يكون صبغة عامة للفنان في جميع مناحي حياته، أن يكف الفنان عن محاولة محاكاة الواقع، أي أن يكف عن التقليد في كافة ما يعمل، أن يخلق من جديد، أن يصيغ كل همسة من همساته بشكل فني. وأتفق مع تلك الرؤية من حيث الشكل، فيجب أن يصيغ الإنسان حياته وفق ما يرى لا وفق ما يراه الناس.
تتداخل خطوط فنية عديدة في هذا العمل، من اللاهوت إلى الأدب ممثلًا في ألف ليلة وليلة والكوميديا الإلهية، إلى حياة الريف والمدينة المصرية، وسفر المصريين إلى الخارج، والعلاقة بين الرجل والمرأة، والجنس والتحليل النفسي. ولكنني شعرت أن البطل "حسن" شخصية غير مكتملة، ربما هذا ما يميز فنه، ولكنه ربما شخصية غير متطورة، دعنا لا نتناول الكمال حتى لا نحير أنفسنا في الحديث عنه، ربما يكون شخصية غير متطورة بالتعبير النيتشوي، أي أنه لم يمر بطبقات عديدة أو رواسب في شخصيته، وكأن شخصيته جوفاء مسطحة، تدور حول الأنثى سواءً كانت أمه أو حبيبته أو عشيقته أو حتى تلك البنت الشعبية التي شعر بها بعدم صدقه.
عبّر الراوي عن عدد صدق الفنان وشعوره الدائم بالخطيئة والذنب وكأنها تثقل كاهلة، أتذكر أنني رأيت حالة مشابهة في مسلسل الندم السوري وكان البطل فنانًا أيضًا ومثقل بالخطيئة والذنب، ومهووسًا بالأنثى بنفس الحالة تقريبًا، فلا أدري لماذا يتلذذ الكُتاب بعرض شخصية الفنان بهذا الشكل من الصبيانية أمام الجنس والشعور بالذنب بصورة مبالغ بها، وكأنهم يتحامون من عبثهم الدائم والمستمر بحجة الذنب والندم. وقد عبّر عن ذلك بدر الديب ببلاغة حينما قال أتحدث على لسان البطل وشعوره بالإثم للتخاذل والاستهتار وكأنه أراد للخطيئة أن تقع وللإهمال بزوجته المريضة أن يقع.
تداخل الخط السياسي والحديث عن عبد الناصر والعمل الصحفي في تلك الفترة وشعور الفنان بلا قيمة ما يقدم في أعين الناس، أعطى عمقًا إضافيًا للرواية وبعدًا جديدًا فيها، وكأن الراوي يقول انظر إلى هؤلاء الذين يحتقرون الفن، فهل هم موجودون حقًا؟ فقد علمنا كيف أن الفن ماهية الوجود، وأن تشكيلالإنسان لحياته وفقًا لعقله لا وفقًا للمحاكاة والتقليد الأعمى لما يرى في الواقه هو جوهر الحياة الإنسانية، فما بالك باحتقار الفن نفسه، أليس هو احتقار للوجود في ذاته؟
العمل عظيم ورائع ومتقن، وإضافة قوية للأدب العربي، اللغة جميلة وسهلة وقريبة، والأفكار مدهشة، أنصح بقرائته بكل تأكيد، وقد كان خير ختام لقراءات السنة، الجميلة هي الأخرى.
يحكي الكتاب عن فنان تشكيلي، يسرد الراوي على لسانه أغلب الرواية، متأملًا في ماهية الفن وعلاقته بالوجود، إذ يرى أن الفن الحقيقي "عمل" وليس "فعل" أي أنه خلق لما هو جديد عن الواقع، أو إذا تحدثنا بمفردات هيجل في فينومينولوجيا الروح فإن الفن هو فرض رؤى العقل على الواقع. وبهذا المعنى فإن الفن يجب أن يكون صبغة عامة للفنان في جميع مناحي حياته، أن يكف الفنان عن محاولة محاكاة الواقع، أي أن يكف عن التقليد في كافة ما يعمل، أن يخلق من جديد، أن يصيغ كل همسة من همساته بشكل فني. وأتفق مع تلك الرؤية من حيث الشكل، فيجب أن يصيغ الإنسان حياته وفق ما يرى لا وفق ما يراه الناس.
تتداخل خطوط فنية عديدة في هذا العمل، من اللاهوت إلى الأدب ممثلًا في ألف ليلة وليلة والكوميديا الإلهية، إلى حياة الريف والمدينة المصرية، وسفر المصريين إلى الخارج، والعلاقة بين الرجل والمرأة، والجنس والتحليل النفسي. ولكنني شعرت أن البطل "حسن" شخصية غير مكتملة، ربما هذا ما يميز فنه، ولكنه ربما شخصية غير متطورة، دعنا لا نتناول الكمال حتى لا نحير أنفسنا في الحديث عنه، ربما يكون شخصية غير متطورة بالتعبير النيتشوي، أي أنه لم يمر بطبقات عديدة أو رواسب في شخصيته، وكأن شخصيته جوفاء مسطحة، تدور حول الأنثى سواءً كانت أمه أو حبيبته أو عشيقته أو حتى تلك البنت الشعبية التي شعر بها بعدم صدقه.
عبّر الراوي عن عدد صدق الفنان وشعوره الدائم بالخطيئة والذنب وكأنها تثقل كاهلة، أتذكر أنني رأيت حالة مشابهة في مسلسل الندم السوري وكان البطل فنانًا أيضًا ومثقل بالخطيئة والذنب، ومهووسًا بالأنثى بنفس الحالة تقريبًا، فلا أدري لماذا يتلذذ الكُتاب بعرض شخصية الفنان بهذا الشكل من الصبيانية أمام الجنس والشعور بالذنب بصورة مبالغ بها، وكأنهم يتحامون من عبثهم الدائم والمستمر بحجة الذنب والندم. وقد عبّر عن ذلك بدر الديب ببلاغة حينما قال أتحدث على لسان البطل وشعوره بالإثم للتخاذل والاستهتار وكأنه أراد للخطيئة أن تقع وللإهمال بزوجته المريضة أن يقع.
تداخل الخط السياسي والحديث عن عبد الناصر والعمل الصحفي في تلك الفترة وشعور الفنان بلا قيمة ما يقدم في أعين الناس، أعطى عمقًا إضافيًا للرواية وبعدًا جديدًا فيها، وكأن الراوي يقول انظر إلى هؤلاء الذين يحتقرون الفن، فهل هم موجودون حقًا؟ فقد علمنا كيف أن الفن ماهية الوجود، وأن تشكيلالإنسان لحياته وفقًا لعقله لا وفقًا للمحاكاة والتقليد الأعمى لما يرى في الواقه هو جوهر الحياة الإنسانية، فما بالك باحتقار الفن نفسه، أليس هو احتقار للوجود في ذاته؟
العمل عظيم ورائع ومتقن، وإضافة قوية للأدب العربي، اللغة جميلة وسهلة وقريبة، والأفكار مدهشة، أنصح بقرائته بكل تأكيد، وقد كان خير ختام لقراءات السنة، الجميلة هي الأخرى.
November 6, 2020
مراجعة لرواية إجازة تفرغ لبدر الديب مع مداخلة تولستوية:
يقول تولستوي:
كنت أقرأ حالا خطابات أحد كبار مثقفي الأربعينات؛ المثقف المنفي الكبير: أجاريوف؛ ذلك الخطاب الذي وجهه لصديقه المثقف الموهوب: جرتسن. يعرب جرتسين في هذه الخطابات بحماسة عن أفكاره وكفاحه الأسمى... يتحدث عن سعى الإنسان صوب الكمال والصداقة المقدسة والحب وخدمة العلم والإنسانية وما إلى ذلك. ثم يكتب بلهجة عادية جدًا كيف أنه أحيانًا ما يثير زوجته التي تعيش معه بـ"العودة إلى المنزل سكيرًا، أو قضاء وقت طويل مع مخلوقات ساقطة، لكن عزيزة" على حد تعبيره. من الواضح كم من الرائع أن هذا الإنسان اللطيف الموهوب المثقف لا يمكنه أن يجد أي تعارض بين كونه إنسانًا متزوجًا توشك زوجته على الإنجاب (في الخطاب التالي يذكر أن زوجته قد أنجبت) وبين عودته للمنزل سكيرًا وخيانته لزوجته. لم يتبادر حتى إلى ذهنه أنه طالما لم يبدأ الحرب على ضعفه مع إدمان الخمر والفسق، فمن المستحيل أن يفكر في الصداقة أو الحب، ويظل أدنى من خدمة أي شخص أو أي شيء. لكن الأمر لم يتوقف على عدم مجاهدة نفسه ضد هذه الرذائل، لكن من الواضح أيضًا أنه يعتبرها لطيفة، لا تعوقه عن الكفاح صوب الكمال، لذا فلم يخفها عن صديقه الذي يريد أن يبدو أمامه في أفضل صورة ممكنة، بل كشفها له على الفور.
حدث هذا منذ خمسين عام. كنت مصاحبًا لهؤلاء الناس. عرفت أجاريوف وجرتسن، وآخرين على هؤلاء الشاكلة ممن نشأوا على هذه التقاليد. لاحظت في حياتهم جميعًا غياب مذهل للاتساق في أفعالهم. بداخلهم رغبة شديدة الإخلاص والقوة للخير، وفسق كامل في شهواتهم الشخصية، والتي بدت لهم غير معوقة إطلاقًا للعيش بصلاح واكتساب الفضائل أو حتى الأعمال العظيمة. لقد وضعوا أرغفة لم يعجنوها في فرن بارد، وصدقوا أنهم سيحصلون على الخبز. وعندما لاحظوا بعدها بمدة طويلة أن ما من خبز قد حصلوا عليه، أي ما من خير أو فضيلة قد نتجا عن حياتهم، رأوا ما حدث بوصفه تراجيديا مريعة.
في روايته "إجازة تفرغ" يحاكي بدر الديب - دون قصد – هذه الأفكار بعمى مذهل حقًا. تدور الرواية حول فنان (رسام ونحات) يشعر لظروف عديدة أنه لم يعد قادر على الاستمرار في نمط حياة كاذب – على نحو ما – فيترك عمله ويأخذ إجازة تفرغ، وفي خلال هذه الإجازة يراجع نفسه وأفكاره عن الحياة والفن عسى أن يتمكن من العودة للفن مجددًا. من البداية يوازي بطل الرواية بين مشاكله الشخصية وعدم قدرته على إنتاج فن حقيقي، والرابط قد يكون واضحًا للقاريء حقًا، لكنه ليس كذلك للبطل. نتعرف على بطل رواية يغوص في مجون جنسي منذ فترة مبكرة جدًا من حياته، فيفارق زوجته وأمه في مصر؛ زوجته التي تزوجها دون حب لإرضاء أمه دون مبرر واضح، وينخرط في خيانتها بالخارج، وفي الآن ذاته يخون المرأة التي يخون معها زوجته! ينخرط في سلسلة خيانات مريعة، وحتى في إجازة التفرغ يستدرج امرأة بسيطة ليبعدها عن زوجها – المُهرِّب – بهدف إشباع رغباته الجنسية. طوال هذه الاعترافات لا يشعر البطل بتاتًا بأن مشكلته الوجودية تكمن في عدم قدرته على الحب، بل يرى أن هذا عرض لمشكلته الفنية. يقول: فهل كانت خطيئتي هي الهولات النسائية والحب الذي ليس حبًا والتزامًا، أم هي التجريد والإيمان المطلق بالرؤية المطلقة للعمل المتحقق من القيمة الخالصة، التي تضعها الروح دون إشارة إلى واقع أو موضوع أو دعوة؟". يتساءل في موضع آخر: "هل الخطيئة تقتل القيمة أم هي التي تصنعها؟".
لا تتطور الرواية عبر حبكة تقليدية، بل تتماهى بعض الشيء مع تيار الوعي، وينع�� كاتبها بحرية كاملة في الغوص داخل أعماق بطله والاستطراد في تأملات فنية، فهي رواية في الأساس تبحث عن معنى الفن، وتقدم أفكار حول الفن والمحاكاة، وماهية الفن الحقيقي... إلخ. لا ينجح التوازي بن عدم قدة البطل على الحب وعدم قدرته على الإنتاج الفني في إقناعه بأولية المشكلة الأولى. يقول: "خطايا البشر مهما فظعت وبشعت قابلة للتوبة والغفران، ونتائجها مع الزمن تتعادل وتنسى، ويمحوها الزمان وأعمال البشر القادرين – مع كل ما فيهم من شر – على الخير والحب والعطاء. أما خطايا الفن فلا غفران لها حتى بعد تحطيم أعمال الفنانين الخاطئة." يتوصل في موضع آخر أن أصل مشكلته هي علاقته بالفن، وانخراطه في توظيف الفن من أجل أهداف أخرى بدلا من تقديس الفن لأجل ذاته بوصفه عملية خلق لا مثيل لها. يقول: "أعتقد الآن، وأنا أكثر هدوءًا مما كنت منذ أيام، أن الطريق لمعالجة الأزمة هو عن طريق الاعتراف بالمعتقد الفني وليس بالأخطاء والخطايا. فأنا أبحث عن فن، وكيف أصل للفن عن طريق الأخلاق أو علم النفس؟ قد تحدث معجزة وأعود للعمل، لكنني لا يمكنني أن أعود بالتبرير أو التفسير......"
في جزء من القصة نجد الكاتب قد أقحمنا في حكاية جديدة تتعلق بإرسال البطل للعمل كمراسل فني مع القوات المسلحة أثناء حرب الاستنزاف. لوهلة يشعر البطل أنه لم يكن يفعل شيئًا حقيقيًا، وأن هؤلاء الجنود هم الأبطال الحقيقيون، لكن مع استمرار العمل يكتشف أن الفن الحقيقي هو عمل عظيم جدًا هو الآخر. قد يشعر القاريء بإقحام هذا الجزء بلا داعي في الرواية، لأنه لم يؤد إلى أي تحريك أو تأخير في نفسية البطل، ولم يطورها بأي شكل.
ثمة تطابق مذهل بين طريقة تفكير البطل وتفكير بعض مثقفي روسيا الذين وصفهم تولستوي في الاستشهاد الأول. جميعهم مهمومون بقضايا عظيمة جدًا: الفن – الحرية... إلخ، وجميعهم غير قادر على ضبط غرائزة الرئيسة، وفي الآن ذاته لا يرون أي رابط مطلقًا بين عدم القدرة على ضبط النفس والقدرة على حل الإشكاليات الوجودية الرئيسة التي يعانون منها، ويتخيلون أن بإمكانهم القفز من على درجات السلم الأولى للوصول إلى الدرجة الأخيرة فجأة. هذا تحديدًا ما يجعلهم ينخرطون في نوبات اعتراف مذهلة دون أي شعور بتاتًا بشر ما يفعلونه. في كل حكاية من اعترافاتهم ثمة ضحايا تنهدم حياتهم بقسوة، ويمر ذلك مرور الكرام أثناء بحث البطل عن معنى الحياة والغاية الأسمى. بل يصل الأمر إلى الشك الكامل في الجدوى من أي فعل أخلاقي. يقول بطل الرواية: "ماذا يريد الإنسان حقًا من حياته، وهل أقصى ما يستطيع أن يحققه الإنسان هو الالتزام بما وضعته الأديان من أحكام الأخلاق ومُثُلها؟ إني ما زلت وسأظل فيما أعتقد، أعتقد أن أقصى ما يتطلع إليه الإنسان وأرقى ما يمكن أن يصل إليه هو أن يصنع، أن أن يضع آخر أمامه قد صنعه هو، بهذا تتحقق الأخلاق فعلا. أما الأخلاق في الفعل فهي دائمًا شيء لا يمكن أن نمسك به، أو أن نطمئن إليه. من الذي يقول إنني إذا ما فعلت فعلا خلقيًا فستكون نتائجه في الآخر أو عليه خلقية؟ قد أفسد الآخر تمامًا بما أفعله له خلقيًا....."
في هذا النسق الفكري يُسمح للشخص بالانسياق الكامل خلف رغباته، متصورًا أنه يمكنه رغم ذلك من اكتشاف معنى الفن والحياة، غير مبالي بما يخلفه من دمار خلفه في حياة الآخرين.
الرواية مكتوبة بلغة جميلة، وقدرة على جذب القاريء رغم أنها تدور حول موضوع تجريدي للغاية؛ الفن ومعنى الحياة، ولكن لأنها ذات طبيعة خاصة؛ من حيث أنها عمل يتناول أفكارًا تجريدية في الأساس دون بناء قصصي متين يستند إليه، وجدت نفسي كقاريء مضطرًا إلى مناقشة أفكارها والتفكير في النتائج التي وصل إليها بطل العمل.
يقول تولستوي:
كنت أقرأ حالا خطابات أحد كبار مثقفي الأربعينات؛ المثقف المنفي الكبير: أجاريوف؛ ذلك الخطاب الذي وجهه لصديقه المثقف الموهوب: جرتسن. يعرب جرتسين في هذه الخطابات بحماسة عن أفكاره وكفاحه الأسمى... يتحدث عن سعى الإنسان صوب الكمال والصداقة المقدسة والحب وخدمة العلم والإنسانية وما إلى ذلك. ثم يكتب بلهجة عادية جدًا كيف أنه أحيانًا ما يثير زوجته التي تعيش معه بـ"العودة إلى المنزل سكيرًا، أو قضاء وقت طويل مع مخلوقات ساقطة، لكن عزيزة" على حد تعبيره. من الواضح كم من الرائع أن هذا الإنسان اللطيف الموهوب المثقف لا يمكنه أن يجد أي تعارض بين كونه إنسانًا متزوجًا توشك زوجته على الإنجاب (في الخطاب التالي يذكر أن زوجته قد أنجبت) وبين عودته للمنزل سكيرًا وخيانته لزوجته. لم يتبادر حتى إلى ذهنه أنه طالما لم يبدأ الحرب على ضعفه مع إدمان الخمر والفسق، فمن المستحيل أن يفكر في الصداقة أو الحب، ويظل أدنى من خدمة أي شخص أو أي شيء. لكن الأمر لم يتوقف على عدم مجاهدة نفسه ضد هذه الرذائل، لكن من الواضح أيضًا أنه يعتبرها لطيفة، لا تعوقه عن الكفاح صوب الكمال، لذا فلم يخفها عن صديقه الذي يريد أن يبدو أمامه في أفضل صورة ممكنة، بل كشفها له على الفور.
حدث هذا منذ خمسين عام. كنت مصاحبًا لهؤلاء الناس. عرفت أجاريوف وجرتسن، وآخرين على هؤلاء الشاكلة ممن نشأوا على هذه التقاليد. لاحظت في حياتهم جميعًا غياب مذهل للاتساق في أفعالهم. بداخلهم رغبة شديدة الإخلاص والقوة للخير، وفسق كامل في شهواتهم الشخصية، والتي بدت لهم غير معوقة إطلاقًا للعيش بصلاح واكتساب الفضائل أو حتى الأعمال العظيمة. لقد وضعوا أرغفة لم يعجنوها في فرن بارد، وصدقوا أنهم سيحصلون على الخبز. وعندما لاحظوا بعدها بمدة طويلة أن ما من خبز قد حصلوا عليه، أي ما من خير أو فضيلة قد نتجا عن حياتهم، رأوا ما حدث بوصفه تراجيديا مريعة.
في روايته "إجازة تفرغ" يحاكي بدر الديب - دون قصد – هذه الأفكار بعمى مذهل حقًا. تدور الرواية حول فنان (رسام ونحات) يشعر لظروف عديدة أنه لم يعد قادر على الاستمرار في نمط حياة كاذب – على نحو ما – فيترك عمله ويأخذ إجازة تفرغ، وفي خلال هذه الإجازة يراجع نفسه وأفكاره عن الحياة والفن عسى أن يتمكن من العودة للفن مجددًا. من البداية يوازي بطل الرواية بين مشاكله الشخصية وعدم قدرته على إنتاج فن حقيقي، والرابط قد يكون واضحًا للقاريء حقًا، لكنه ليس كذلك للبطل. نتعرف على بطل رواية يغوص في مجون جنسي منذ فترة مبكرة جدًا من حياته، فيفارق زوجته وأمه في مصر؛ زوجته التي تزوجها دون حب لإرضاء أمه دون مبرر واضح، وينخرط في خيانتها بالخارج، وفي الآن ذاته يخون المرأة التي يخون معها زوجته! ينخرط في سلسلة خيانات مريعة، وحتى في إجازة التفرغ يستدرج امرأة بسيطة ليبعدها عن زوجها – المُهرِّب – بهدف إشباع رغباته الجنسية. طوال هذه الاعترافات لا يشعر البطل بتاتًا بأن مشكلته الوجودية تكمن في عدم قدرته على الحب، بل يرى أن هذا عرض لمشكلته الفنية. يقول: فهل كانت خطيئتي هي الهولات النسائية والحب الذي ليس حبًا والتزامًا، أم هي التجريد والإيمان المطلق بالرؤية المطلقة للعمل المتحقق من القيمة الخالصة، التي تضعها الروح دون إشارة إلى واقع أو موضوع أو دعوة؟". يتساءل في موضع آخر: "هل الخطيئة تقتل القيمة أم هي التي تصنعها؟".
لا تتطور الرواية عبر حبكة تقليدية، بل تتماهى بعض الشيء مع تيار الوعي، وينع�� كاتبها بحرية كاملة في الغوص داخل أعماق بطله والاستطراد في تأملات فنية، فهي رواية في الأساس تبحث عن معنى الفن، وتقدم أفكار حول الفن والمحاكاة، وماهية الفن الحقيقي... إلخ. لا ينجح التوازي بن عدم قدة البطل على الحب وعدم قدرته على الإنتاج الفني في إقناعه بأولية المشكلة الأولى. يقول: "خطايا البشر مهما فظعت وبشعت قابلة للتوبة والغفران، ونتائجها مع الزمن تتعادل وتنسى، ويمحوها الزمان وأعمال البشر القادرين – مع كل ما فيهم من شر – على الخير والحب والعطاء. أما خطايا الفن فلا غفران لها حتى بعد تحطيم أعمال الفنانين الخاطئة." يتوصل في موضع آخر أن أصل مشكلته هي علاقته بالفن، وانخراطه في توظيف الفن من أجل أهداف أخرى بدلا من تقديس الفن لأجل ذاته بوصفه عملية خلق لا مثيل لها. يقول: "أعتقد الآن، وأنا أكثر هدوءًا مما كنت منذ أيام، أن الطريق لمعالجة الأزمة هو عن طريق الاعتراف بالمعتقد الفني وليس بالأخطاء والخطايا. فأنا أبحث عن فن، وكيف أصل للفن عن طريق الأخلاق أو علم النفس؟ قد تحدث معجزة وأعود للعمل، لكنني لا يمكنني أن أعود بالتبرير أو التفسير......"
في جزء من القصة نجد الكاتب قد أقحمنا في حكاية جديدة تتعلق بإرسال البطل للعمل كمراسل فني مع القوات المسلحة أثناء حرب الاستنزاف. لوهلة يشعر البطل أنه لم يكن يفعل شيئًا حقيقيًا، وأن هؤلاء الجنود هم الأبطال الحقيقيون، لكن مع استمرار العمل يكتشف أن الفن الحقيقي هو عمل عظيم جدًا هو الآخر. قد يشعر القاريء بإقحام هذا الجزء بلا داعي في الرواية، لأنه لم يؤد إلى أي تحريك أو تأخير في نفسية البطل، ولم يطورها بأي شكل.
ثمة تطابق مذهل بين طريقة تفكير البطل وتفكير بعض مثقفي روسيا الذين وصفهم تولستوي في الاستشهاد الأول. جميعهم مهمومون بقضايا عظيمة جدًا: الفن – الحرية... إلخ، وجميعهم غير قادر على ضبط غرائزة الرئيسة، وفي الآن ذاته لا يرون أي رابط مطلقًا بين عدم القدرة على ضبط النفس والقدرة على حل الإشكاليات الوجودية الرئيسة التي يعانون منها، ويتخيلون أن بإمكانهم القفز من على درجات السلم الأولى للوصول إلى الدرجة الأخيرة فجأة. هذا تحديدًا ما يجعلهم ينخرطون في نوبات اعتراف مذهلة دون أي شعور بتاتًا بشر ما يفعلونه. في كل حكاية من اعترافاتهم ثمة ضحايا تنهدم حياتهم بقسوة، ويمر ذلك مرور الكرام أثناء بحث البطل عن معنى الحياة والغاية الأسمى. بل يصل الأمر إلى الشك الكامل في الجدوى من أي فعل أخلاقي. يقول بطل الرواية: "ماذا يريد الإنسان حقًا من حياته، وهل أقصى ما يستطيع أن يحققه الإنسان هو الالتزام بما وضعته الأديان من أحكام الأخلاق ومُثُلها؟ إني ما زلت وسأظل فيما أعتقد، أعتقد أن أقصى ما يتطلع إليه الإنسان وأرقى ما يمكن أن يصل إليه هو أن يصنع، أن أن يضع آخر أمامه قد صنعه هو، بهذا تتحقق الأخلاق فعلا. أما الأخلاق في الفعل فهي دائمًا شيء لا يمكن أن نمسك به، أو أن نطمئن إليه. من الذي يقول إنني إذا ما فعلت فعلا خلقيًا فستكون نتائجه في الآخر أو عليه خلقية؟ قد أفسد الآخر تمامًا بما أفعله له خلقيًا....."
في هذا النسق الفكري يُسمح للشخص بالانسياق الكامل خلف رغباته، متصورًا أنه يمكنه رغم ذلك من اكتشاف معنى الفن والحياة، غير مبالي بما يخلفه من دمار خلفه في حياة الآخرين.
الرواية مكتوبة بلغة جميلة، وقدرة على جذب القاريء رغم أنها تدور حول موضوع تجريدي للغاية؛ الفن ومعنى الحياة، ولكن لأنها ذات طبيعة خاصة؛ من حيث أنها عمل يتناول أفكارًا تجريدية في الأساس دون بناء قصصي متين يستند إليه، وجدت نفسي كقاريء مضطرًا إلى مناقشة أفكارها والتفكير في النتائج التي وصل إليها بطل العمل.
February 1, 2012
هذا كتاب عصي على التصن��ف ..
بين كونه رواية، كونه كتاب للتأملات في الفن و الحياه ..
بدر الديب يُمسك باللغة هنا بشكل غريب.
كتاب ممتع.
بين كونه رواية، كونه كتاب للتأملات في الفن و الحياه ..
بدر الديب يُمسك باللغة هنا بشكل غريب.
كتاب ممتع.
March 28, 2017
النكسة مرة أخرى..
نكسة الوطن، القيم. الفن، والنفس.. والتقاتل مع الوطن. القيم، الفن والنفس للخروج منها..
التقاتل معهم من أجل تحقق ما.. نصر ما.. صدق ما.
وكيف يتأتى لنا ذلك وشياطينهم، الوطن/الفن/النفس، وتضبيبهم للقيم تجري منا مجرى الدم؟
***
لغة جميلة، وقوية.. ومعان عصية على التبسيط على الرغم من بساطتها ومعايشتنا لها ساعة بعد ساعة.
ليت الاعتراف بالسهولة التي تنطق بها الكلمة..
وليت الخلاص على مرمى توبة!
نكسة الوطن، القيم. الفن، والنفس.. والتقاتل مع الوطن. القيم، الفن والنفس للخروج منها..
التقاتل معهم من أجل تحقق ما.. نصر ما.. صدق ما.
وكيف يتأتى لنا ذلك وشياطينهم، الوطن/الفن/النفس، وتضبيبهم للقيم تجري منا مجرى الدم؟
***
لغة جميلة، وقوية.. ومعان عصية على التبسيط على الرغم من بساطتها ومعايشتنا لها ساعة بعد ساعة.
ليت الاعتراف بالسهولة التي تنطق بها الكلمة..
وليت الخلاص على مرمى توبة!
May 30, 2019
مذهل كيف لشخص ليس بفنان أن يتحدث عن الفن ويصف تضارب مشاعر الفنان بهذه الطريقة.
بدر الديب اكتشاف حقيقي
بدر الديب اكتشاف حقيقي
March 13, 2022
عمل متين متماسك، قطعة موسيقية تأخذك إلى أعماق نفسك، وتثير كم من الأسئلة داخلك لا حدود لها، كيف لم يخلد اسم هذا المفكر والفيلسوف كما خلد ديستوفيسكي وكافكا وتشيخوف؟!
كيف لعمل لا يتجاوز المائتي صفحة أن يناقش كل تلك الأفكار الوجودية والأدبية بشكل لم ينجح فيه كثير من الفلاسفة
كيف لشخص لم يرسم لوحة يوما أن يحكي صراعات الفنان والفن ويرسم زوايا كل لوحة بألوان دقيقة قد يعجز الفنان نفسه أن يرصدها
لم أبالغ حين وصفتها بقطعة موسيقى بل هي قطعة يجب أن تخلد كأعمال بيتهوفين وباخ!
ولم يكذب أو يبالغ عدلي رزق الله حين قال
" اذا جهله الكثيرون فليس ذنبه، بل ذنب حي��تنا الثقافية التي تسلمها المهرجون"
كيف لعمل لا يتجاوز المائتي صفحة أن يناقش كل تلك الأفكار الوجودية والأدبية بشكل لم ينجح فيه كثير من الفلاسفة
كيف لشخص لم يرسم لوحة يوما أن يحكي صراعات الفنان والفن ويرسم زوايا كل لوحة بألوان دقيقة قد يعجز الفنان نفسه أن يرصدها
لم أبالغ حين وصفتها بقطعة موسيقى بل هي قطعة يجب أن تخلد كأعمال بيتهوفين وباخ!
ولم يكذب أو يبالغ عدلي رزق الله حين قال
" اذا جهله الكثيرون فليس ذنبه، بل ذنب حي��تنا الثقافية التي تسلمها المهرجون"
May 31, 2016
رواية أقرب الى مذكرات شخصية ، هكذا شعرت وأنا أقرأ الرواية للكاتب بدر الديب
لانه برأيي الشخصي بنى هذه الرواية على مذكرات شخصية لشخص وجودي ينصهر في الملذات
الكاتب أسلوبه بالكتابة ممتاز ، لا يخوض في تفاصيل مملة بل الأهمية التي تركت ذكرى مؤثرة في حياته
رغم أنها أنتهت وغبار الزمن قَضى عليها ، لكنه
ينهش في ذكرياته ويتحرى الذكريات التي عايشها في الحرب و السفر والعنصر الأهم الفن
هو خلاصه الأخير وملاذه الآمن الذي يفرغ كل طاقاته الفكرية والعملية في لوحاته ومنحوتاته.
ومن الواضح أن الكاتب أنه متمسك بتراث عقله ولم يستطع أن يَفتك من صَلابة الماضي
التي تجرفه الى القاع بلا هوادة ، والجميل في الرواية أنه يعطيك إنطباع فنان تعايش مع لوحة فنية
وكيفية تصورها في عقله
لانه برأيي الشخصي بنى هذه الرواية على مذكرات شخصية لشخص وجودي ينصهر في الملذات
الكاتب أسلوبه بالكتابة ممتاز ، لا يخوض في تفاصيل مملة بل الأهمية التي تركت ذكرى مؤثرة في حياته
رغم أنها أنتهت وغبار الزمن قَضى عليها ، لكنه
ينهش في ذكرياته ويتحرى الذكريات التي عايشها في الحرب و السفر والعنصر الأهم الفن
هو خلاصه الأخير وملاذه الآمن الذي يفرغ كل طاقاته الفكرية والعملية في لوحاته ومنحوتاته.
ومن الواضح أن الكاتب أنه متمسك بتراث عقله ولم يستطع أن يَفتك من صَلابة الماضي
التي تجرفه الى القاع بلا هوادة ، والجميل في الرواية أنه يعطيك إنطباع فنان تعايش مع لوحة فنية
وكيفية تصورها في عقله
April 27, 2015
قد يحدث في بعض الأحيان مع كاتب ثقيل الظل بشكل لا يُطاق زي بدر الديب أن يفقد العمل رشاقته في المشاغبة الذهنية ويتحول بالتدريج إلى مناحة غنائية مملة وسخيفة. بدر الديب ليس بمقدوره سوى أن يكتب أدب معجب بنفسه مهما حاول ادعاء غير ذلك أي أن الخيانة كما أراد الكاتب التسلح بها كقوة دافعة للكتابة تظل حبيسة الجعجعة ومحرومة من الموقف الجمالي.
January 28, 2019
رواية فلسفية عن الفن و الحياة، قرر فيها الانعزال لفترة علّه يجد ضالته و يستعيد أفكاره الهاربة منه بعيدا عن زحمة الحياة و العمل ، فإذا بذكرياته و حديثه الطويل مع النفس يطغى على أفكاره و يبدأ الاعتراف بكل ما ارتكبه بمنظور فلسفى -ممل أحيانا- و تأثير ذلك على فنه و ابداعه
ترددت أكثر من مرة فى اكمالها ربما أسلوب سرده الجميل و تنقله من موضع للآخر بخفة و سلاسة هما أفضل ما فى الرواية
ترددت أكثر من مرة فى اكمالها ربما أسلوب سرده الجميل و تنقله من موضع للآخر بخفة و سلاسة هما أفضل ما فى الرواية
January 3, 2016
العمل الفني مثل الإيمان و التوحيد الشرك فيه هرطقة و خيانة. الفن هو التجريد دون حكاية او تمثيل او محاكاة
April 2, 2017
رواية ثقيلة، تحتاج إلى تأني في قرأتها
November 22, 2018
حسن
الفنان و النحات الذي يترفع عن البقية ممن حوله ، يرى الفن من منظوره الخاص يرى أن الجميع يخطئ في فهم ماهية الفن ، يندمج الفن في كل خلية من خلايا عقله ، يرى الفن متمثلا و ممثلا لكل شيء و رغم ذلك يرفض القول بأن الفن هو تعبير عن الواقع !
يأخذ حسن إجازة تفرغ من العمل لينتقل بعدة عمله من القاهرة إلي كوخ صغير أمام البحر في الاسكندرية ، يحكي لنا كل شيء ، يحكي عن أمه و عن زوجته التي ماتت و هي تلد ابنته ، عن سنوات الإغتراب في إيطاليا ، عن كل ما كان يدور بباله في كل محطة من حياته ، تشعر و أنت تقرأ أنك قد فتحت باباً داخل عقله فتسربت منه كل الأفكار ، أفكار و تأملات مبعثرة ، لا تستطيع أن تمسك طرفها أبداً ، تتجاوز الأسطر واحدا بعد آخر دون وعي منك و دون قدرة علي التوقف ، تسمع صوته في أذنك و هو يحكي خطيئته ، ترتسم في عقلك صورته و هو يجلس أمام البحر بجانب تمثاله الذي صنعه تواً و لم يشهد عليه سواه هو و البحر و الشمس ..
بعد الإنتهاء من الكتاب أستطيع أن أقول صراحةً أنني منهكة تماماً من سيل الأفكار الذي اندفع إلى عقلي منه ..
الفنان و النحات الذي يترفع عن البقية ممن حوله ، يرى الفن من منظوره الخاص يرى أن الجميع يخطئ في فهم ماهية الفن ، يندمج الفن في كل خلية من خلايا عقله ، يرى الفن متمثلا و ممثلا لكل شيء و رغم ذلك يرفض القول بأن الفن هو تعبير عن الواقع !
يأخذ حسن إجازة تفرغ من العمل لينتقل بعدة عمله من القاهرة إلي كوخ صغير أمام البحر في الاسكندرية ، يحكي لنا كل شيء ، يحكي عن أمه و عن زوجته التي ماتت و هي تلد ابنته ، عن سنوات الإغتراب في إيطاليا ، عن كل ما كان يدور بباله في كل محطة من حياته ، تشعر و أنت تقرأ أنك قد فتحت باباً داخل عقله فتسربت منه كل الأفكار ، أفكار و تأملات مبعثرة ، لا تستطيع أن تمسك طرفها أبداً ، تتجاوز الأسطر واحدا بعد آخر دون وعي منك و دون قدرة علي التوقف ، تسمع صوته في أذنك و هو يحكي خطيئته ، ترتسم في عقلك صورته و هو يجلس أمام البحر بجانب تمثاله الذي صنعه تواً و لم يشهد عليه سواه هو و البحر و الشمس ..
بعد الإنتهاء من الكتاب أستطيع أن أقول صراحةً أنني منهكة تماماً من سيل الأفكار الذي اندفع إلى عقلي منه ..
February 11, 2022
التجربة الأولى لي مع الكاتب بناء على ترشيح شخص أثق في رأيه كثيراً ولن تكون الأخيرة.
لكن يبقى في نفسي سؤال:
هل الرواية هي القالب الأنسب لكل تلك الأفكار والفلسفة أم كان حريّ بالكاتب أن يعرض فلسفاته في كتاب صراحة؟
رغم براعة الكاتب وأسلوبه الرائع ولغته التي لا غبار عليها وفلسفته أيضاً المثيرة في مواضيع مختلفة، إلا أنني لم أستطع إلا أن أنزعج أحياناً من طول الشرح الفلسفي للأفكار...حتى أن نسبة ذلك الشرح غالباً ستصل إلى ثمانين بالمائة من الرواية أو أكثر...كان يجب أن يكون ذلك مزعجاً مهما كنت مستمتعاً...فقراءة كتاب على أنه كتاب ستكون أهون من قراءة كتاب على أنه رواية.
لكن يبقى في نفسي سؤال:
هل الرواية هي القالب الأنسب لكل تلك الأفكار والفلسفة أم كان حريّ بالكاتب أن يعرض فلسفاته في كتاب صراحة؟
رغم براعة الكاتب وأسلوبه الرائع ولغته التي لا غبار عليها وفلسفته أيضاً المثيرة في مواضيع مختلفة، إلا أنني لم أستطع إلا أن أنزعج أحياناً من طول الشرح الفلسفي للأفكار...حتى أن نسبة ذلك الشرح غالباً ستصل إلى ثمانين بالمائة من الرواية أو أكثر...كان يجب أن يكون ذلك مزعجاً مهما كنت مستمتعاً...فقراءة كتاب على أنه كتاب ستكون أهون من قراءة كتاب على أنه رواية.
November 17, 2020
رواية رائعة ولكن كان ينقصها سد ثغراتها لكي تكون عظيمة بحق .
June 18, 2019
هذة الرواية ليست لعشاق الروايات السهلة ، انها رواية ثقيلة و عبقرية .
تحكي الرواية عن فنان تضعه الظروف في غرفة في الاسكندرية ليسترجع حياته و يقف امام نفسه ليواجها بشكوكه و افكاره ، نرى التشتت و المعاناة الصادقة و الرؤى الفلسفية التي تستحق النظر عن الفن و الحياة بسرد يشبه الصدمات الكهربائية و اسلوب شيق و لغة رصينة
رواية بديعة .
تحكي الرواية عن فنان تضعه الظروف في غرفة في الاسكندرية ليسترجع حياته و يقف امام نفسه ليواجها بشكوكه و افكاره ، نرى التشتت و المعاناة الصادقة و الرؤى الفلسفية التي تستحق النظر عن الفن و الحياة بسرد يشبه الصدمات الكهربائية و اسلوب شيق و لغة رصينة
رواية بديعة .
January 6, 2019
واصلاً السنةَ المنصرمة بوليدتنا التي لم تفتح عيناها بعد أتممت روايةَ بدر الديب بعد ما بدأتها منذ أسابيع. لا أعلم لما استغرقتني كل هذا الوقت ولكنني واثقُ من أنها لم تنتهي بعد. الرواية والراوي الدكتور بدر لهما أثرٌ يخمشُ في وعيي بهدوء كأنهما إخطارٌ بالغفلة. كصوتٍ يقول استقيظ لما تفعل ما تفعل؟ لما تشعر بما تشعر به؟
الرواية بملامحها الفلسفية والفنية وألوانها تمثلُ رحلةً لا مثيل لها، هادئةٌ في سيرها، تفرغٌ من العبئ للبحث عن مصدر الخطيئة، عن مصدر الواقع ووعينا به، عن الفن والجنس وعن الإدراك لما سماه الكاتب "بلقع" الروح. ذلك الفراغ الجاثم الذي يعصب أعيننا وبصائرنا عما يدور بداخلنا.
وعن المثقفين والمزيفين، مدعيي الإبداع ومزيفو القيمة.
الإشادة واجبة بالسرد العظيم والمتقن باللغة الرصينة التي يمتلكها الكاتب.
تقدم هذه الرواية الكثير وتترك فيَّ آثراً كما قال الكاتب على لسان فنانه : «فما قلته أقل بقليل مما لم أقله.»
محظوظين هم من صادفوا نصوص بدر الديب.
الرواية بملامحها الفلسفية والفنية وألوانها تمثلُ رحلةً لا مثيل لها، هادئةٌ في سيرها، تفرغٌ من العبئ للبحث عن مصدر الخطيئة، عن مصدر الواقع ووعينا به، عن الفن والجنس وعن الإدراك لما سماه الكاتب "بلقع" الروح. ذلك الفراغ الجاثم الذي يعصب أعيننا وبصائرنا عما يدور بداخلنا.
وعن المثقفين والمزيفين، مدعيي الإبداع ومزيفو القيمة.
الإشادة واجبة بالسرد العظيم والمتقن باللغة الرصينة التي يمتلكها الكاتب.
تقدم هذه الرواية الكثير وتترك فيَّ آثراً كما قال الكاتب على لسان فنانه : «فما قلته أقل بقليل مما لم أقله.»
محظوظين هم من صادفوا نصوص بدر الديب.
November 27, 2016
أحد الروايا الفلسفية التي تراود نفس الفنان "الرسام أو النحات" حسن الذي يأخذ فترة إجازة من العمل ليغرق بهمومه وهواجسه وذكرياته وأفكاره وماضيه وواقعه ، مكانه وزمانه ، صدقه ، همومه ، حياته المنعزلة وتوحده وتفرده عن العالم .
حوارات الأشخاص أو أبطال الرواية قليل جداً لذلك فإن "حسن" البطل غارق في أفكاره هو بعيداً عن الآخرين ، الام ملامحها كانت كثيفة لكن لم تكن بكثافة حضور صديقته الايطالية والتي كانت أكثر جميع الكثافات من حضور زوجته وصديقة أخيرة ظهرت بنهاية الرواية .
كثافة الحضور للايطالية أراه من إن الكاتب والقاص بدر الديب هو أحد مترجمي الكوميديا الإلهية لدانتي وهذا هو السبب في تأثره العميق بها قراءة وترجمة وتفكيك .
حوارات الأشخاص أو أبطال الرواية قليل جداً لذلك فإن "حسن" البطل غارق في أفكاره هو بعيداً عن الآخرين ، الام ملامحها كانت كثيفة لكن لم تكن بكثافة حضور صديقته الايطالية والتي كانت أكثر جميع الكثافات من حضور زوجته وصديقة أخيرة ظهرت بنهاية الرواية .
كثافة الحضور للايطالية أراه من إن الكاتب والقاص بدر الديب هو أحد مترجمي الكوميديا الإلهية لدانتي وهذا هو السبب في تأثره العميق بها قراءة وترجمة وتفكيك .
February 26, 2015
هذه تحفة فنية من الطراز الرفيع. عامل رائع يجذبك إلي عوالم غريبة و سحرية. رواية فلسفية عن الفن و الفنان، عن الأدب و الروايات عن الحب و المحرمات و الفواصل ما بينها و الفن.
تأسرك الصفحات الاولي لتجد نفسك حبيس نص سحري يشدك من قصة إلى أخرى دون أن تعرف كيف تم جرك إليها و كأنك في خضم قصة من قصص ألف ليلة وليلة. قصة رسمت بجرة واحدة من ريشة فنان تتلقفك الأماكن و الأزمنة المختلفة و الثقافات المتباينة و التي تزيد من حيرة الفنان الذي يعيد اكتشاف ذاته من خلال أسئلة وجودية.
تحفة بكل ما تحمله الكلمة من معان
تأسرك الصفحات الاولي لتجد نفسك حبيس نص سحري يشدك من قصة إلى أخرى دون أن تعرف كيف تم جرك إليها و كأنك في خضم قصة من قصص ألف ليلة وليلة. قصة رسمت بجرة واحدة من ريشة فنان تتلقفك الأماكن و الأزمنة المختلفة و الثقافات المتباينة و التي تزيد من حيرة الفنان الذي يعيد اكتشاف ذاته من خلال أسئلة وجودية.
تحفة بكل ما تحمله الكلمة من معان
Displaying 1 - 30 of 46 reviews