Dalia Nourelden’s Reviews > الطنان > Status Update

 لم يكن ماركو مستعداً تماماً لخوض هذا الفراغ: ففعل مثلما فعل في الماضي- دون أن يقرر ، وهذه المرة دون حتى أن ينتبه - ظل واقفاً على قدميه ، ببساطة ، في فوهة البركان الساخن حتى إنه سكن فيه ، لكن ذلك لم يعد يكفي .فلكي لا ينال منه اليأس كان في حاجة إلى قوة اكبر بكثير مما شعر انه يختزنها وعزيمة اكبر.

ما انفكت حياته تتدحرج بالطريقة نفسها : إذ إنها بقيت تراوح مكانها بينما تمضي حيوات الآخرين إلى الأمام، ثم تثور فجأة بحدث استثاني ومرتجل لتقذف به إلى مكان جديد ومجهول
. وما فتئ ذلك الانتقال ينتج الألم، وبات السؤال الذي يهدده حينذاك ، بثقله المكون من الغضب وأداء دور الضحية ، هو : لماذا أنا بالذات ؟ لماذا أنا بالذات ؟

بات الأمر واضحاً: لحياته هدف .ليس كل الحيوات لها هدف ، حياته كان لها هدف. والوقائع الأليمة التي أثرت في حياته كان لها هدف أيضاً ، لم يقع له شئ عن طريق الصدفة إطلاقاً

لا أؤدي دور الضحية ، كل ما في الأمر هو أنني حتى أنا لم أبق ثابتاً، وليتني فلحت . ليت الموضوع كان راجعاً إلي ، لكن ذلك لم يكن ممكناً ، فكل من التغيرات التي تعرضت لها أسفرت عن صدمة فظيعة،  نحِّتني بُرمتًي ، وساقتني حرفياً إلى حياة أخرى،  ثم إلى أخري،  ثم إلى اخرى ، وتوجب علي التكيف مع هذه الحيوات بعجالة وبلا تحضير . 

والحال انه يسهل علينا ان نتفهم وجود سبب وراء التحرك ، في حين أنه من الصعب أن نتفهم وجود سبب أيضاً وراء الجمود . لكن هذا عائد إلى أن عصرنا تدريجياً أضفى قيمة كبرى للتغير،  حتى لو كان هدفاً في حد ذاته، فالتغيير هو ما ينشده الجميعى. فما عاد باليد حيلة ، وفي نهاية المطاف صار من يتحرك شجاعاً ومن يثبت جباناً ، من يتغير مستنيراً ومن لا يتغير بليداً. هذا ما قرره عصرنا .

.لاشئ قد يتحطم أكثر مما هو محطم أصلاً.

النجدة يا لويزا. هذه المرة أجدني عاجزاً.
سقطت قنبلة على رأسي.
وما زلت أتلقى المزيد.
هاهي ، إنها تهبط .
أتساءل : هل ترين أن للبلاء داراتٍ انتقائية، أم إنه يصيب عشوائيا.؟

حاولت أن أضع أنغاماً رائعة في المنبه بدلا من الرنة ، لكن الاستيقاظ مقيت بكل الأحوال.


عندك حق الاستيقاظ مقيت سواء بمنبه او من غير 😂😂

كان ماركو قد حافظ على عالم هش صغير يكاد يتلاشى من نفخة واحدة لولاه، وهذا ما منحه قوة وفخراً لم يعرفهما في الماضي، وكان في الأثناء يتهيأ لرؤيته يتلاشى بكل الأحوال، ذلك العالم ، لأن لكل شئ نهاية وهو يعلم ذلك جيداً.