Marwa Mansour's Reviews > ستة

ستة by أيمن العتوم
Rate this book
Clear rating

by
10838940
's review

it was amazing

#مراجعات_الكتب
#bookreview
بوست طويل شوية بس الرواية تستحق ❤️
رواية "ستة " للدكتور أيمن العتوم
كنت متحمسة للرواية من قبل اقتنائها لمعرفتي المسبقة بالقصة ..ولكن لم أكن أتخيل أني سأرتبط بها من أول صفحة وأذهب مع أوراقها في مزارع فلسطين وطفولة الأبطال البائسة والتي فجرت غضب داخلي يكبر كلما قرأت.
أتعاطف مع الأطفال ومشاعرهم كأنهم أولادي..
كيف ترعرعت هذه الطفولة وتحولت إلى مقاومة بكل آلامها ومعاناتها ..
كما كان هناك أطفال بواسل كان هناك أُناس تقع في فتن وشِباك المنظمات اليهودية التي تدّعي السلام وكانت فتنة عظيمة إذ أن الشباب كان أمامهم تحدي كبير بين حياة مرفهة تحت طائلة المنظمات اليهودية أو حياة مليئة بالمآسي و الفقر والقتل ...
اختيار صعب...
ثم ينتقل بنا إلى جيل المقاومة وهنا أتخيل أن العالم كله لابد أن يقف ليرى المعنى الحقيقي لحب الوطن والفداء من أجله. هنا مصنع الرجال ..هنا عانى الكثير من أجل لحظة الحرية ..كيف يعمل أبطال المقاومة في أجواء من السرية والخفاء والحرص الشديد من إنكشاف أمرهم ..أمر مبهر جداً.. كل هذه الإنجازات من موارد بسيطة .
"بكيتُ يومها، كان واضحاً حضور الموت معنا، هل تعرفون كيف يمكن أن تودع شهيدًا، أن يغوص هذا الجسد اللي يملأ عليك كيانك في التراب، أن يصبح وجوده ذكرى.."
بكيت أنا أيضاً كما بكى محمود في وداع صديق عمره عمار..
إنهم بشرٌ عاديون يشعرون بما نشعر به، يحزنون، يبكون، يُفتنون، يتمردون، يُحبطون ...
ثم جاءت لحظة سقوط البطل ..لحظة القبض عليه ...
تعذيب وقهر في سجون الاحتلال،،
اترك خيالكم يسرح في تفاصيل الأحداث ولن اتكلم عنها ...
نجح الكاتب أن يجعلك أيها القاريء مصاحب للبطل في رحلته داخل السجن ..أنت الآن تراه جيداً، تسمع ما يقوله وما لا يقوله، تشعر بما يشعر به، تخاف مثله، تغضب كما يغضب ..أنت ملازمه كظله ..
أنت مسجونٌ معه ...
كلمات كثيرة مكتوبة على الجدران لمست قلبي مثل..
(ملعون أبو السجن )(ما أضيق الأوطان )(طَوّلت الغيبة ) وجُمل كثيرة أُخرى تُعبِّر عن حياة كاملة تكْمُن في هذا المكان البغيض، حُفِرت بحروفٍ من ذهب ..
ثم غُوصت في تفاصيل الخروج والعمليات والتخطيط ..ثمة شيء غير منطقي في الرواية كأني لا أصدق التحركات بهذه السهولة ولكني لا أعلم.. ربما ..
استمتعت جداً بوصفه وبحديثه المستمر عن فلسطين كأنها عروسته المحتملة وحبه الجم لأراضيها ونخوته وخوفه عليها ..
يوجد شيء غير منطقي وساذج في التجوُّل داخل السجون ربما تكون للرواية بُعداً دراميّاً غير حقيقي ..
يؤسفني أن أقول أن القوانين في سجون الصهاينة تُطَبَّق أكثر من قوانيننا..
جُمَل ومُفردات تقال على ألسنة أبطال الرواية تُعَلق في ذهني وتَظَلُ تتردد في عقلي كثيراً..
"كان حب الأوطان يدفعهم إلى عناق الموت "
"كانت فلسطين عروسًا مهرُها الدم لم يبخل هؤلاء الشهداء المحتملين بدمائهم مرة ولم يترددوا في أن يسكبوها على ثرى معشوقتهم لحظة "
"من أجل عينيها نموت ومن أجل خلاصها من دنس الغاصب��ن نبذُل كل ما يعتقد عالم الطين أنه ثمين "
"أتمنى ألا تكون نهايتي على يد من يتكلمون بلساننا " كم مؤلمة هذه الكلمات وواقعية في نفس الوقت ..
"اعتقلوه قبل أن يدخل البيت كانوا يتكلمون العربية 😓"
تتوالى العمليات ضد الاحتلال بكل توابعها وتفاصيلها ثم أراني أترك الكتاب وأبحث في جوجل عن الستة الأسرى الفلسطينيين كنت أود أن أرى شكل محمود الذي تخيلته طول الرحلة أو ربما لأتأكد من وجود شخصيات الرواية في الحقيقة رغم تأكدي من ذلك ولكن ربما عقلي لم يستوعب كم البطولات والمقاومات التي حكى لنا فيها الدكتور أيمن العتوم في الرواية..نعم إنه هو ..أنه حقيقة ..كلهم حقيقيون
"قوتنا في أننا حقيقيون. لنا الأرض، ولهم الرحيل "
ثم استأنف القراءة ..
ضيق نفس و ألم من كم وحشية الصهاينة وجبروتهم في الشوارع والمدن وانتقامهم من المقاومة ..
أجمل ما في الرواية أنها لا تقتصر على قصة الستة بل قصة تاريخ ونضال ومقاومة قصص من البطولات لا تنتهي ..
تناوُلَه للأختلافات ونزاعات الفصائل المختلفة كان حقيقي جداً و واقعي.
استوقفتني فقرة "وصايا الشهداء" وما فيها من إيمانيات ولطائف وإقبال على الله عظيم ..رغم بُعد الحياتين ..حياتُنا وعيشتُنا وحياتهم وعيشتهم لكن لا يمكنُنا أن نمر على الوصايا دون أن نتعلم كيف يكون العَيْش والحياة لله ولهدف ما وقيمة ما..
أهتم بكل تفاصيله، ادخل معه في كل خاطرة، أُتابع معه بقلب ينبض بدقات سريعة محاولاته الفاشلة في الهرب ..أذهب معه في سجنه الأخير جلبوع ..
أنه سجن حصين وهو الأشد حراسة دون غيره .. لا يتركوا فيه ذرة واحدة ليتسلل منها السجناء أنه كوكبٌ أخر ..لا يسعك أيها القاريء إلا أن تنظر معه في كل ركن وتُفكر معه بشتّى الطرق للهرب ولكن بلا جدوى..
الآن أنت معه تُخطط وتعمل وتجمع خيوط الخطة كلها وأدواتها والأشخاص المشاركين ..تكتم أنفاسك معه مع كل تفتيش داخل العنبر.. خلاص هانت..تبتسم كلما اقترب من الحرية خطوة..
ربما يشعر البعض بالملل لاسهاب الكاتب في تفاصيل السجناء في سجن جلبوع ومشاعرهم وأفكارهم ولكني لم ولن أمل ابدًا فأنا معهم بقلبي وعقلي..
الصفحات الأخيرة مميتة حقاً رغم علمي التام بإضافة بعض الإثارة الدرامية ولكنها مميتة جداً يقع قلبي مع كل صفحة أقرأها.. أخاف عليهم من الانكشاف ..
هنا فلسطين ...هنا على هذه البُقعة المُضيئة على الخريطة يستمر النِضال ..هنا فلسطين الحبيبة الجريحة ..هنا نالوا حريتهم..
عاشت فلسطين حرة مناضلة ..الحمد لله انتهت القصة عند حرية السجناء ..
واستكملت أنا القصة من على النت فوجدت أن من المُحزن والمُخزي في الموضوع أن الذي أبلغ عنهم بعد ذلك من العرب ...
إشادة للكاتب
يبقى أن أُشيّد بكتابات الرائع الدكتور أيمن العتوم فإنه قادر على أن يأخذك من يدك أينما كنت ويذهب بك في كل ركن من أركان فلسطين لتعيش فيها ٢٠ سنة من النضال وكأنك ولدتُ فلسطينياً.
فتحية طيبة مني للدكتور أيمن رغم أني لا أُسامحه على ما فعله في.. إني لازلت هناك لا أستطيع أن أعود كما كنت.
كما أني لا أُسامحه على ما فعله بي في آخر ٣٠ صفحة من الرواية ..لقد تنفست الصعداء مع آخر واحد طلع من الحفرة..
انتهت المراجعة (إن جاز عليها التعبير ،ولكني أراها خواطر و مشاعر تتصاعد طوال فترة القراءة وليست مراجعة )
أنصح كل أصدقائي وأحبابي لقراءتها فإنها تستحق بجدارة
فإنها تُعيد لأبناء جيلي ذكريات الانتفاضة وانصح بتمريرها للأجيال اللاحقة ليتعرفوا على القضية عن قرب.. سيحبوها الشباب والبنات ..
6 likes · flag

Sign into Goodreads to see if any of your friends have read ستة.
Sign In »

Reading Progress

October 14, 2022 – Shelved
October 14, 2022 – Shelved as: to-read
December 22, 2022 – Started Reading
February 12, 2023 – Finished Reading

Comments Showing 1-1 of 1 (1 new)

dateDown arrow    newest »

message 1: by أيمن (new)

أيمن العتوم من أجمل المراجعات وأكثرها قيمة وصدقًا للرّواية... كل الشّكر والامتنان


back to top