Abdullah Almuslem's Reviews > هاربون من الموت

صحفي ومصور ألمانيان يتسللان متخفيان مع لاجئين سوريون هاربون من الحرب الدائرة في بلدهم ويحاولون عبور البحر المتوسط عن طريق التهريب للوصول إلى الجنة التي اختلقتها لهم نفوسهم في أوروبا. الكتاب هو تصوير لمأساة حقيقية لا زالت جارية حتى يومنا هذا. بلد مزقتها الحرب تمزيقا، ودمرت فيه قرى كاملة في حرب كان الضحايا فيه أكثرهم من المدنيين.

الصحفي فولجانج باور ادعى انه لاجئ من إحدى جمهوريات القوقاز وخاطر بنفسه وسلم قدره لعصابات المهربين في مصر مع مجموعة من اللاجئين السوريين. فوصف الأمور المريعة التي يمرون به من الاختطاف والابتزاز والخداع من تلك العصابات المجرمة. في طريق عبورهم للبحر وبعد ظروف عصيبة، رمى المهربون الصحفي والمجموعة في جزيرة وسط البحر اسمها جزيرة (نلسون) وجاء خفر السواحل المصري واعتقلوهم. رُحّل بعضهم لتركيا وعاد البعض لمصر وعاد الصحفي لألمانيا بعد فترة قضاها في السجن. لكن بعض السورين عادوا الكرّة من جديد وحاولوا عبور البحر وحشروا في قوارب مهترئة في ظروف أصعب من قبل حتى تم انتشالهم من البحرية الإيطالية في وسط عاصفة من الرياح والأمواج وبعد أيام عصيبة في البحر. ثم تتبع الصحفي بعض من وصل إلى بر اوروبا وحاول العبور مع بعضهم من البر وتم اعتقالهم من جديد في النمسا.الأشخاص الذين تتبعهم الكاتب وصلوا إلى السويد في آخر الأمر إلا أن الأمر لم يكونا كما توقعوا من جنة وخلاص. في آخر الأمر، وصل من وصل وغرق من غرق وهكذا هي القصة في كل شيء.

الكتاب يُعطيك لمحة بسيطة عن الجحيم الذي يمر به اللاجئون في محاولتهم للدخول لأوروبا. التزوير والنصب الذي يقع عليهم وكيف أن الدول جميعهم لا تريد استقبالهم مما يفاقم من الصعوبات التي يمرون بها. وحتى إن وصلوا إلى بلدان معينة وقدموا طلبات لجوء، اكتشفوا أن المجتمع الجديد الذين يعيشون فيه لا يريدهم في تلك الأرض. فيعيشون في (جيتو) ويتعرضون للعنصرية بكل الطرق مما يجعل المأساة تتواصل. وقد تذكرت تلك المقولة التي قرأتها في أحد الكتب القديمة التي نسيت اسمه الأن: "أولئك الذين ماتوا هم الوحيدون الذين شهدوا نهاية الحرب"

الكتب جيد نوع ما، إلا أن المترجم ارتكب خطأ لا يُغتفر بالنسبة لي. فقد كتب أغلب الحوارات باللهجة العامية السورية أو المصرية وهذا شيء جعلني أغتاظ وأنا أقرأ. ولا أدعي أني من المدافعين عن اللغة إلا أن مثل هذا الفعل سوف يشوه أي كتاب تقرأه. ولولا أن المترجم كتب باللغة العامية في أغلب الحوارات لمدحت الكتاب بشيء أكبر.

على أية حال، كتاب جيد إن استطعت أن تغض البصر عن ما فعله المترجم!