Imane's Reviews > أديان العالم

وجدت صعوبة في فهم الديانات الاربعة الاولى الهندوسية البوذية الكونفوشية الطاوية ربما يرجع ذلك لا ني قبل قراءة الكتاب لم تكن لدي ادنى فكرة عنها و اغلبها يرتكز على استعمال اليوغا التي تتنوع طقوسها لكن الهدف واحد هو الصعود و الترقي الباطني بعيدا عن العالم المادي عالم التجربة و الحس من اجل التحرر من عجلة الحياة لكي تتلاشى فرديتنا في الروح العالمية.هناك تشابه كبير بين الهندوسية و البوذية و يرجع ذلك الى ان بوذا جاء مصلحا و رافضا لنظام الطبقات التي كانت تفرضه الهندوسية فليس من العدل تواجد طبقة المنبوذين. اما الكونفوشية و الطاوية فهما مختلفتان تماما في الوقت الذي تركز فيه الكونفوشية على الانسان و الجانب الاجتماعي فالطاوية تركز على ما وراء الانسان .ما ادهشني في الجزء الاول الذي يتحدث عن الديانات الوضعية هو الكم الهائل من الاساطير التي تبدو في بداية الامر مضحكة لكنها تحمل معاني عميقة.
بعد شرح الكاتب للديانات الوضعية جاء دور الديانات السماوية في الوقت الذي كان يعتبر فيه المصريون و البابليون و السوريون ان واحدة من قوى الطبيعة تمثل الها كالشمس جاء اليهود بفكرة جديدة فكرة رب واحد لكل الكون ان الله خيرو ان البشر جسم و روح و لديهم حرية الاختيار صحيح ان الثعبان( رمز الشيطان) هو الذي اغوى ادم و حواء لكن كان بامكانهما ان لا ينصاعا لاغوائه تبدو القصة رمزية و معناها هي الهفوة الانسانية. يعتبر التاريخ مهما في الديانة اليهودية جنة -الطوفان –الخروج من مصر-النفي الى بابل تجربة تعليمية لشعب الله و افضل فكرة اتت بها اليهودية هي التغييرعندما لا تكون الاشياء كما ينبغي يجب التغييروجاءت بوصايا عشرو منها لا تقتل لا تزن لا تسرق لا تشهد على جارك شهادة الزور كل انسان ابن الله يمتلك حقوقا يجب على الجميع احترامها حتى الملوك. بعدها ظهرت المسيحية بانق��اماتها الثلاث الكاثوليكية الارثوذوكسية و البروتستانتية ولد يسوع في فلسطين و هو يهودي كان نبيا مرشدا انطلق من التراث الديني اليهودي حول الوسطاء الذين كانوا يمتلكون الروح كان يقوم بعمليات الشفاء و يحث على الرحمة و الشفقة وحب الاعداء وكان يقول ان حب الله شامل للانسانية وان البغايا و المنبوذين يدخلون في رحمة الله قبل المستقيمين( استقامة ظاهرية لم يتعرضوا للظروف التي تكشف معدنهم الحقيقي بعد ) ان حب الله لنا يذيب كل مشاعر الخوف و الذنب و يجعلنا نحب الاخرين بدورنا يمكن القول انه جاء مصلحا لليهودية حيث ظهر فيها تمييز بين المقدسين و العاديين لقد جاء ليجعل الوحي الذي اختص به اليهود شعب الله المختار رسالة الى كافة الناس مما جعله يتعرض لعداوة مواطنيه و شكوك روما فادى ذلك الى صلبه في القدس هذا هو السيد المسيح الذي بعد موته اصبح اتباعه يعتقدون انه الله الذي تجلى في مظهر انسان فهو في الانجيل فوق الطبيعة البشرية و تعاليمه مثالية. لكن تبقى بعض التساؤلات تحوم حول الديانة المسيحية هل ولد المسيح من عذراء هل صعد جسمه الى السماء هل الاناجيل الاربعة اصيلة و موثوقة.
وصلت الى افضل جزء في الكتاب الاسلام كلمة مشتقة من السلم ال��ي يعني اولا السلام و ثانيا التسليم و المعنى التام السلام الذي يحصل عندما يسلم المرء نفسه كاملا لله و الذين يتصفون بهذه الصفة هم المسلمون. اول انسان خلق هو ادم و من ذرية ادم نوح الذي كان احد ابنائه سام فاليهود و العرب يعتبرون نفسهم شعبا ساميا انهم ذرية سام التي وجد منها ابراهيم تزوج ابراهيم سارة و لم تنجب فتزوج بهاجرالتي انجبت له اسماعيل ثم حملت سارة و انجبت اسحق عندها طلبت سارة ابعاد هاجر وابنها اسماعيل الى مكة و اصبحت ذريته هم المسلمون في الجزيرة العربية اما ذرية اسحق بقيت في فلسطين وهم اليهود.في عصر مشحون بالافكار فوق الطبيعة ظهر محمد (ص) وقال للوثنيين لم يرسلني الله لصنع العجائب و الغرائب و انما ارسلني للهداية و الارشاد و اذا كان الناس يريدون علامات فلينظروا للنظام الذي لا يصدق للكون وهذا الاحترام لعقل الانسان قاد المسلمين للعلوم قبل المسيحيين ولم يدع محمد (ص) الا معجزة واحدة و هي القران كانت رسالته ديمقراطية في جوهرها كان يصر على ان جميع الناس متساوون في نظر الرب و هذه التعاليم لم تكن تناسب زعماء مكة لم يشهد العالم مثل هذا الاستيقاظ و النهضة للحياة الروحية و للايمان الذي يتحمل صاحبه كل تلك التضحيات. كان محمد (ص) نموذجا مثاليا و مع ذلك فان المسلمين لم يخلطوا بينه و بين مركز ايمانهم القران الذي يعني لغة القراءة او التلاوة فهو معجزة الله الدائمة. الاسلام شانه شان كل تقليد ديني انقسم الى فرق و مذاهب السنة( الشرق الاوسط تركيا و افريقيا شبه القارة الهندية باكستان بنغلاديش اندونيسيا)و الشيعة (العراق و ايران)و الصوفية.
اخيرا تحدث الكاتب عن الاديان البدائية هناك فكرة شائعة تصم الاديان البدائية بانها شركية و هذا ليس خطا اذا قصد به ان الاله الواحد يتجلى في اشياء معينة لكن هذا لا علاقة له بالشرك و تعدد الالهة الذي كانت الديانات السماوية تحاربه كل قبيلة كانت تؤمن باله خالق يعمل في الكون من خلال نوابه كانوا يعبدونه من خلال مخلوقاته
كلما كبرت جزيرة المعرفة كلما صار شاطىء الحيرة اكبر نحن مختلفون والعالم اصبح قرية صغيرة و ليس من المعقول ان لا تنصت للاخرين حتى لو خالفوك الراي يجب ان نصغي الى ايمان و ديانة الاخرين بما في ذلك العلمانيين(اللادينيين) فكما لديك الحق في الدفاع عن ايمانك الراسخ و افكارك عليك ان تعطي نفس الحق للاخر.