“تاريخ الأفكار ينشئ سببية رأسية (تاريخية) أو أفقية (جغرافية) وقد يتقاطعان في مراكز إشكالية تخص العصر الثقافي أو البيئة الثقافية من خلال الشخصيات أو الأحداث أو القضايا الملتبسة. أما النقد الأدبي فيؤسس غائيته خارج نطاق العلة والمعلول، لأن المخيلة الجمالية تشيد عالمها عبر الإحساس والتذوق من الطاقة وليس من التكوين. وعلم اجتماع المعرفة قد يكتشف في المادة المطروحة للبحث نوعا من سببية تاريخ الأفكار أو أحد مظاهر الغائية الجمالية، ولكن يبقى إطاره المنهجي هو استقراء قوانين المعرفة من جملة التفاعلات المركبة والسياقات المتداخلة دون الحاجة إلى براهين لإثبات فرضيته دون الاستدلال على قيمة غائبة أو مضمرة أو هدف غامض أو مستتر”