What do you think?
Rate this book
106 pages, Paperback
First published January 1, 1998
كانت أمى فى شبابها سريعة الغضب تسبقها يدها فى التفكير
الألم طريق الى الله ونافذة على رحمته
جاءت جدتى على صوت صرخاتى فأزاحت أمى بخشونة و مدت يدها و اختطفتنى منها ، بعد
لحظات كنت اختبئ في حضنها ، الدنيا كلها عدو باستثناء حضن جدتي
هنالك عرفت مذاق الأمان الحقيقي و السلام ، و هناك لا يجرؤ مخلوق أن يقترب مني او يمس شعرة من رأسي
كنت اصرخ من الضرب ، فلما احتضنني اكثر انسان احببته فى حياتي
بكيت .. و لم يكن بكائي الما من الضرب و انما تعطشا الى الرحمة
قلت له : و حكاية تناسخ الأرواح ؟
قال : خرافة لا تسكن غير ذهن محدود
قلت : لما كنت تكذب ؟
قال : كنت أحكي لك حدوتة .. نم ياصغيري نم .. ألا تؤمن بالخيال .. نم
اغلقت عيني و اطعت القط
بدأ القط يقرأ : أرر .. أرر .. أرررر
لم أكن أعرف ماذا يقرأ .. لم أكن أعرف ايامها انه يقوم بواجبه اليومي من تسبيح الله
الجهل ان تعرف دون ان تحب
و العلم ان تحب بعد ان تعرف
كنت طفلا ساذجا فلم اعرف الفرق بين الجهل و العلم ..
قال القط : لماذا لا تكمل انت سؤالك ..
انت تسألني لماذا خلقك الله .. المفروض ان تكمل السؤال و تقول .. لماذا خلقك الله رغم انه ليس في حاجة
اليك ..
ان السؤال بهذا الشكل ينطبق على جميع الخلائق
لماذا خلق الله الخلائق و هو فى غير حاجه اليها
الجواب : أنه خلقها لأنها في حاجة اليه ، خلقها عطاء منه و تكرما
هذا هو سبب الخلق
قال القط : الحب البشري هو طفولة قلب ، هو حماقة اذا تجاوز حدوده ..
و انما يصير نضجا وحكمة اذا كنت تحب المصور لا الصورة .. و ترى كل ما تراه من جمال بشري أثرا من آثار ابداعه