What do you think?
Rate this book
474 pages, Hardcover
First published January 1, 1939
"سنبدأ بكريت وحضارتها التي أنيط اللثام عنها من وقت قريب لأن من كريت، كما يبدو لنا، ومن بلاد آسية جاءت ثقافة ميسيني وتيرنز التي نشأت فيها قبل الأزمنة التاريخية، فحوّلت على مهل المهاجرين الآخيين والغزاة الدوريين الى متحضرين."
"وتعزو الرواية اليونانية المتواترة إدخال الكتابة في بلاد اليونان الى الفينيقيين خلال القرن الرابع عشر قبل الميلاد، وليس لدينا ما ينقض هذه الرواية."
"وكان هومر يتغنى بالأبطال والأمراء الأشراف من الرجال والنساء، أما هزيود فلم يكن يعرف أمراء، بل كان يتغنى في قصائده بالسوقة من الرجال ويوائم بين نغماته وبين موضوعه. فنحن نستمع في شعره الى قعقعة ثورات الفلاحين التي انتجت في أتكا من بعد إصلاحات صولون وطغيان بيستراتس."
"ولد طاليس حوالي ٦٤٠ق.م وأكبر الظن انه ولد في ميلينس وكان الدائر على السنة الناس انه من ابوين فينيقيين، وتلقى معظم تعليمه في مصر والشرق الادنى وفيه يتمثل انتقال الثقافة من الشرق الى الغرب."
"وليس اهم ما في آراء طاليس قوله ان الماء اصل كل شيء، بل اهمها اؤجاعه الاشياء جميعها الى اصل واحد، ولقد كان ذلك اول قول بوحدة المادة في التاريخ المدون كلّه."
"ارتقى هكتيوس الميليتي بالتاريخ والجغرافية رقيًا عظميًا في كتابين يعدان فتحًا جديدًا في هذين العلمين... سطا هيرودوت على الكثير منها دون ان يعترف بهذا... وجملة القول ان كتابة التاريخ اليوناني كانت قديمة العهد حين ولد "ابو التاريخ"."
"ارتقى هكتيوس الميليتي بالتاريخ والجغرافية رقيًا عظميًا في كتابين يعدان فتحًا جديدًا في هذين العلمين... سطا هيرودوت على الكثير منها دون ان يعترف بهذا... وجملة القول ان كتابة التاريخ اليوناني كانت قديمة العهد حين ولد "ابو التاريخ"."
"يقول ديوجنيز ليرتس إن فيتاغورس كان أول من قال إن الأرض مستديرة، وأول من سمّى العالم كونًا kosmos""
"وجملة القول ان القرن السادس(ق.م) لم يبلغ فيه اي فن من فنون اليونان، اذا استثينا فن العمارة، ما بلغته الفلسفة اليونانية وما بلغه الشعر اليوناني في هذا القرن نفسه من جرأة في التفكير وكمال التصوير."
"ليس في أساطير اليونان ذكر لخلق العالم، فقد وجدت الأرض قبل ان توجد الآلهة ولم تخلق الآلهة الإنسان من حمأ بل خلقته من تزواج الذكور منها بالإناث... والله في دين اليونان ليس إلا والدًا، كما ان الآلهة الأولمبية ليست قادرة على كل شيء عارفة بكل شيء، بل إن واحد منها يحدد سلطان الآخر ويعارضه احيانًا، وكلها بما فيها زيوس نفسه يمكن ان يخدع."
"كانت أرتميس المثل الأعلى للفتيات اليونانيات... كانت راعية النساء في الولادة.. وكانت تحتفظ في إفسوس بطبيعتها الأسيوية، فكانت إلهة الأمومة والإخصاب، وبهذه الطريقة اختلطت فكرتا العذراء والأم في عبادتها، وقد وجدت الكنيسة المسيحية في القرن الخامس بعد الميلاد ان من الحكمة ان تضيف ما بقي من هذه الطقوس الدينية الى مريم، وان تحول عيد الحصاد الذي كان يقام لأرتميس في منتصف اغسطس الى عيد انتقال العذراء الى السماء."
"ما من شك في أن أفرديتي كانت في مواطنها الأولى بالشرق الأدنى.. إلهًا أمًا، وقد ظلت طوال عهدها ذات صلة وثيقة بالتوالد والإخصاب في الممالك النباتية والحيوانية والبشرية بأجمعها، فلما تقدمت الحضارة وازداد الأمن ولم تعد للناس حاجة بكثرة المواليد، تركت حاسة الجمال حرة طليقة لتجد في النساء قيمًا غير قيم التناسل الكثير."
"ويقول علم اللاهوت الأرفي ان الروح تذهب بعد الموت الى الجحيم حيث يحاسبها آلهة العالم السفلي على اعمالها...فإذا حكم على الميت بأنه مذنب عوقب عقابًا شديدًا. فمن قول ان هذا العقاب ابدي وهو تاذي اخذت منه فكرة النار لاحقًا... وهناك قول يبعث الأمل في قلوب الموتى وخلاصته ان العقاب الذي يلقاه الميت في الجحيم قد ينتهي اذا كفر الانسان عن ذنبه قبل موته او مفر عنه احد بعد موته وبهذه الطريقة نشأت عقيدة التطهير وصكوك الغفران.."