هذا الكتاب يضم ترجمة عربية للمحاضرة التي كان الدكتور شريعتي قد ألقاها على طلابه تحت عنوان الشهادة حيث تحدث فيها عن معنى الشهادة، وعن أول الشهداء الإمام علي، وعن دور الإمام الحسين التاريخي، وعن انتفاضة حجر بن عدي، وعن بدعة التيارات الفكرية... هذا إلى جانب بعض الموضوعات الأخرى والتي لا تقل أهمية
Ali Shariati was an Iranian revolutionary and sociologist who focused on the sociology of religion. He is held as one of the most influential Iranian intellectuals of the 20th century and has been called the ideologue of the Iranian Revolution. He was born in 1933 in Kahak (a village in Mazinan), a suburb of Sabzevar, found in northeastern Iran, to a family of clerics.
Shariati developed fully novice approach to Shi'ism and interpreted the religion in a revolutionary manner. His interpretation of Shi'ism encouraged revolution in the world and promised salvation after death. Shariati referred to his brand of Shi'ism as "Red Shi'ism" which he contrasted with clerical-dominated, unrevolutionary "Black Shi'ism" or Safavid Shi'ism. Shariati's works were highly influenced by the Third Worldism that he encountered as a student in Paris — ideas that class war and revolution would bring about a just and classless society. He believed Shia should not merely await the return of the 12th Imam but should actively work to hasten his return by fighting for social justice, "even to the point of embracing martyrdom", saying "everyday is Ashoura, every place is Karbala." Shariati had a dynamic view about Islam: his ideology about Islam is closely related to Allama Iqbal's ideology as according to both intellectuals, change is the greatest law of nature and Islam.
Persian:
دکتر شریعتی در سال ۱۳۱۲ در خانواده ای مذهبی چشم به جهان گشود پدر او استاد محمد تقی شریعتی مردی پاک و پارسا و عالم به علوم .نقلی و عقلی و استاد دانشگاه مشهد بود علی پس از گذراندن دوران کودکی وارد دبستان شد و پس از شش سال وارد دانشسرای مقدماتی در مشهد شد. علاوه بر خواندن دروس دانشسرا در کلاسهای پدرش به کسب علم می پرداخت. معلم شهید پس از پایان تحصیلات در دانشسرا به آموزگاری پرداخت و کاری را شروع کرد که در تمامی دوران زندگی کوتاهش سخت به آن شوق داشت و با ایمانی خالص با تمامی وجود آنرا دنبال کرد.
در سال۱۳۵۲، رژیم، حسینیهء ارشاد که پایگاه هدایت و ارشاد مردم بود را تعطیل نمود، و معلم مبارز را بمدت ۱۸ماه روانه زندان میکند و درخ خلوت و تنها ئی است که علی نگاهی به گذشته خویش میافکند و .استراتژی مبارزه را بار دیگر ورق زده و با خدای خویش خلوت میکند از این به بعد تا سال ۱۳۵۶ و هجرت ، دکتر زندگی سختی را پشت سرخ گذاشت . ساواک نقشه داشت که دکتر را به هر صورت ممکن از پا در آورد، ولی شریعتی که از این برنامه آگاه میشود ، آنرا لوث میکند. در این زمان استاد محمد تقی شریعتی را دستگیر و تحت فشار و شکنجه قرار داده بودند تا پسرش را تکذیب و محکوم کند. اما این مسلمان راستینخ سر باز زد، دکتر شریعتی در همان روزها و ساعات خود را در اختیار آنها میگذارد تا اگر خواستند، وی را از بین ببرند و پدر را رها کنند
الكتاب يبدأ بمقطع من خُطبة الإمام الحُسين عليه ال��لام يوم كربلاء: خُط الموت على ولد آدم مَخطّ الِقلادة على جِيد الفتاة، وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف، وخيرَ مصرعٌ لأنا لاقيه. كأني بأوصالي تقطعها عُسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء، فيملأنّ منّي أكراشاً جُوفاً، وأجربةً سُغباً، لا محيصَ عن يومٍ خُطّ بالقلم، رضا الله رضانا أهل البيت، نصبر على بلائه، ويوفينا أجور الصابرين، لن تشذّ عن رسول الله لحمته، بل هي مجموعة له في حضيرة القدس، تقرّ بهم عينُه، وينجزُ لهم وعده. ألا ومن كان فينا باذلاً مهجته، موطنّاً على لقاء الله نفسه، فليرحل معنا، فإني راحلٌ مصبحاً إن شاء الله تعالى
إن الشهادة عند شريعتي لا علاقة لها بالموت كما هي مادتها اللغوية، وجذرها في اللغات الأوربيةّ. إن علي شريعتي يتتبع جذر (ش ه د)اللغوي في اللغة العربيّة ليؤصل الشهادة في الإسلام، ويصلها بجذرها اللغوي، وجوهر مفهومها الذي تشرّبهُ صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، وآل بيته الأطهار، وهو الشهود على البشريّة
إن الشهود على البشريّة -الذي خصص له المودودي كتاباً كاملاً - كأهم وظائف الأمة الشاهدة على البشريّة التي اختارها الله للقيام بهذه الوظيفة، إن هذا الشهود لا يتحقق بمُجرّد المشاهدة، بل يتحققُ بالمشاركة الفعّالة كما يقول شريعتي: إن لم تكُن شاهد صدقٍ على عصرك، على صراع الحق، والباطل في مُجتمعك، فقد تساوى بعد ذلك مكانك؛ سواءًا كُنت عاكفاً في محراب، أو غائباً تُعاقرُ الخمر. وأعلى مراتبُ الشهود هي الشهادة
يؤكد شريعتي ثانية أن: لكل ثورة رسالتين؛ رسالةُ الدم، ورسالةُ الكلمة، فالذين استشهدوا قاموا بعملٍ حُسينيّ، وعلى الباقين أن يقوموا بدورٍ زينبيّ/ وإلا فإنهم يزيديّون
الكتاب يُقدم إنجازاً فكريّا آخراً سوى تأصيل معنى الشهادة، وضبط دلالاتها فهو يسُك مصطلحي الشهادة الحُسينيذة، وتلك الحمزويّة، ويُفرّق بينهُما بروح يقظة الترجمة جيّدة، وقد قام بها الإمام موسى الصدر مؤسس حركة المحرومين في لبنان
يا لثارات الحسين! يا الله ما هذا الجمال شهيد يحكي عن شهيد كلاهما حرك الثورة، كلاهما مات في سبيل الحق كلاهما حارب الظلم ودفع حياته ثمنًا لهذا كلاهما لم يرتضِ القهر والطغيان وكان الموت مآلهما كانت الشهادة هي الدرب وهم بموتهم عاشوا ونحن متنا رغم كوننا أحياء متنا منذ فقدنا ثورتنا متنا حين تركنا دين الحق ولم نرى في الدين إلا مجموعة من الطقوس ونسينا أن الله، الحق، العدل هو إسمه، حرضنا على الثورة حرضنا على الوقوف أمام الظلم وقتال مفتعليه متنا حين ارتضينا السكوت، واختبئنا في صوامعنا ومعابدنا وحتى مساجدنا الوثنية _متنا، حين وافقنا يزيد_لعنه الله إلى أبد الدهر بسكوتنا وجبننا، وسيوفنا كذلك بعنا الحسين وأهدرنا نحن دمه، قتلناه بصمتنا وخيانتنا للثورة ألا لعنة الله على الظالمين في كل زمان وحين؟ لعنة الله على الظلم ومرتكبه أياً كان مرتكبه عليك السلام يا حسين عليكِ السلام يا زينب عليكم السلام آل بيت رسول الله وعليك يا يزيد لعائن من الله إلى يوم الدين كتاب ممتاز، هذا هو علي شريعتي كما عرفته وتوقعته ثائرًا، رجلًا, شهيدًا وقف ضد الظلم وكان مصيره كمصير الحسين وهذا هو مصير كل ثائر ورافض للظلم هؤلاء هم الحكام في كل عصر وحين فكلهم يزيد وإن هلك يزيد ~~~ قالوا عن الحسين :
إنى رأيت اليوم...الصورة من برة و قلت الحسين لسة ....حيموت كمان مرة إنى رأيت اليوم ....فيما يرى الثائر ان الحسين ملموم ...فوق جثته عساكر بيدغدغوه بالشوم كل أما ييجى يقوم و ان البشر واقفة تبكى بدال ما تحوش و ان العلم مصفاه م السونكى و الخرطوش و ان الطريق مفروش...بالدم للآخر... إنى رأيت اليوم... الدم ع الآيش.... و إن الحسين إحنا.... و مهما اتقتل عايش. مصطفى إبراهيم، الحسين ~~~ كنتُ في كَرْبلاءْ قال لي الشيخُ إن الحُسينْ ماتَ من أجلِ جرعةِ ماءْ! وتساءلتُ كيف السيوفُ استباحتْ بني الأكرمينْ فأجابَ الذي بصَّرتْه السَّماءْ إنه الذَّهبُ المتلألىءُ: في كلِّ عينْ. إن تكُن كلماتُ الحسينْ.. وسُيوفُ الحُسينْ.. وجَلالُ الحُسينْ.. سَقَطَتْ دون أن تُنقذ الحقَّ من ذهبِ الأمراءْ? أفتقدرُ أن تنقذ الحقَّ ثرثرةُ الشُّعراء? والفراتُ لسانٌ من الدمِ لا يجدُ الشَّفتينْ?! ماتَ من أجل جرعة ماءْ! فاسقني يا غُلام.. صباحَ مساء اسقِني يا غُلام.. علَّني بالمُدام.. أتناسى الدّماءْ!! أمل دنقل ّّّ~~~ قالوا في أهل بيت رسول الله :
هَذا الّذي تَعرِفُ البَطْحاءُ وَطْأتَهُ، وَالبَيْتُ يعْرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ هذا ابنُ خَيرِ عِبادِ الله كُلّهِمُ، هذا التّقيّ النّقيّ الطّاهِرُ العَلَمُ هذا ابنُ فاطمَةٍ، إنْ كُنْتَ جاهِلَهُ، بِجَدّهِ أنْبِيَاءُ الله قَدْ خُتِمُوا وَلَيْسَ قَوْلُكَ: مَن هذا؟ بضَائرِه، العُرْبُ تَعرِفُ من أنكَرْتَ وَالعَجمُ كِلْتا يَدَيْهِ غِيَاثٌ عَمَّ نَفعُهُمَا، يُسْتَوْكَفانِ، وَلا يَعرُوهُما عَدَمُ سَهْلُ الخَلِيقَةِ، لا تُخشى بَوَادِرُهُ، يَزِينُهُ اثنانِ: حُسنُ الخَلقِ وَالشّيمُ حَمّالُ أثقالِ أقوَامٍ، إذا افتُدِحُوا، حُلوُ الشّمائلِ، تَحلُو عندَهُ نَعَمُ ما قال: لا قطُّ، إلاّ في تَشَهُّدِهِ، لَوْلا التّشَهّدُ كانَتْ لاءَهُ نَعَمُ عَمَّ البَرِيّةَ بالإحسانِ، فانْقَشَعَتْ عَنْها الغَياهِبُ والإمْلاقُ والعَدَمُ إذ رَأتْهُ قُرَيْشٌ قال قائِلُها: إلى مَكَارِمِ هذا يَنْتَهِي الكَرَمُ يُغْضِي حَياءً، وَيُغضَى من مَهابَتِه، فَمَا يُكَلَّمُ إلاّ حِينَ يَبْتَسِمُ بِكَفّهِ خَيْزُرَانٌ رِيحُهُ عَبِقٌ، من كَفّ أرْوَعَ، في عِرْنِينِهِ شمَمُ يَكادُ يُمْسِكُهُ عِرْفانَ رَاحَتِهِ، رُكْنُ الحَطِيمِ إذا ما جَاءَ يَستَلِمُ الله شَرّفَهُ قِدْماً، وَعَظّمَهُ، جَرَى بِذاكَ لَهُ في لَوْحِهِ القَلَمُ أيُّ الخَلائِقِ لَيْسَتْ في رِقَابِهِمُ، لأوّلِيّةِ هَذا، أوْ لَهُ نِعمُ مَن يَشكُرِ الله يَشكُرْ أوّلِيّةَ ذا؛ فالدِّينُ مِن بَيتِ هذا نَالَهُ الأُمَمُ يُنمى إلى ذُرْوَةِ الدّينِ التي قَصُرَتْ عَنها الأكفُّ، وعن إدراكِها القَدَمُ مَنْ جَدُّهُ دان فَضْلُ الأنْبِياءِ لَهُ؛ وَفَضْلُ أُمّتِهِ دانَتْ لَهُ الأُمَمُ مُشْتَقّةٌ مِنْ رَسُولِ الله نَبْعَتُهُ، طَابَتْ مَغارِسُهُ والخِيمُ وَالشّيَمُ يَنْشَقّ ثَوْبُ الدّجَى عن نورِ غرّتِهِ كالشمس تَنجابُ عن إشرَاقِها الظُّلَمُ من مَعشَرٍ حُبُّهُمْ دِينٌ، وَبُغْضُهُمُ كُفْرٌ، وَقُرْبُهُمُ مَنجىً وَمُعتَصَمُ مُقَدَّمٌ بعد ذِكْرِ الله ذِكْرُهُمُ، في كلّ بَدْءٍ، وَمَختومٌ به الكَلِمُ إنْ عُدّ أهْلُ التّقَى كانوا أئِمّتَهمْ، أوْ قيل: «من خيرُ أهل الأرْض؟» قيل: هم لا يَستَطيعُ جَوَادٌ بَعدَ جُودِهِمُ، وَلا يُدانِيهِمُ قَوْمٌ، وَإنْ كَرُمُوا هُمُ الغُيُوثُ، إذا ما أزْمَةٌ أزَمَتْ، وَالأُسدُ أُسدُ الشّرَى، وَالبأسُ محتدمُ لا يُنقِصُ العُسرُ بَسطاً من أكُفّهِمُ؛ سِيّانِ ذلك: إن أثَرَوْا وَإنْ عَدِمُوا يُستدْفَعُ الشرُّ وَالبَلْوَى بحُبّهِمُ، وَيُسْتَرَبّ بِهِ الإحْسَانُ وَالنِّعَمُ الفرذدق ~~~
“أتعرف ما معنى الكلمة؟ مفتاح الجنة في كلمة دخول النار على كلمه وقضاء الله هو كلمه الكلمة لو تعرف حرمه زاد مزخور ... الكلمة نور .. وبعض الكلمات قبور وبعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري الكلمة فرقان بين نبي وبغي بالكلمة تنكشف الغمة الكلمة نور ودليل تتبعه الأمة . عيسى ما كان سوى كلمة أضاء الدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين فساروا يهدون العالم .. الكلمة زلزلت الظالم الكلمة حصن الحرية إن الكلمة مسؤولية إن الرجل هو كلمة، شرف الله هو الكلمة” عبد الرحمن الشرقاوي ~~~
“فلتذكروني لا بسفككم دماء الآخرين ..
بل اذكروني بانتشال الحق من ظفر الضلال ..
بل اذكروني بالنضال على الطريق ، لكي يسود العدل فيما بينكم ..
فلتذكروني بالنضال .. فلتذكروني عندما تغدو الحقيقة وحدها حيرى حزينة
فإذا بأسوار المدينة لا تصون حمى المدينة لكنها تحمي الأمير وأهله والتابعين
فلتذكروني عندما تجد الفصائل نفسها أضحت غريبة
وإذا الرذائل أصبحت هي وحدها الفضلى الحبيبة
وإذا حكمتم من قصور الغانيات ومن مقاصير الجواري
فاذكروني فلتذكروني حين تختلط الشجاعة بالحماقة وإذا المنافع والمكاسب صارت ميزان الصداقة
وإذا غدا النبل الأبي هو البلاهة وبلاغة الفصحاء تقهرها الفكاهة
والحق في الأسمال مشلول الخطى حذر السيوف !
فلتذكروني حين يختلط المزيف بالشريف فلتذكروني حين تشتبه الحقيقة بالخيال
وإذا غدا البهتان والتزييف والكذب المجلجل هن آيات النجاح
فلتذكروني في الدموع فلتذكروني حين يستقوي الوضيع
فلتذكروني حين تغشى الدين صيحات ا��بطون
وإذا تحكم فاسقوكم في مصير المؤمنين وإذا اختفى صدح البلابل في حياتكم ليرتفع النباح
وإذا طغى قرع الكنوس على النواح وتجلج الحق الصراح فلتذكروني
وإذا النفير الرائع الضراف أطلق في في المراعي الخضر صيحات العداء
وإذا اختفى نغم الإخاء
وإذا شكا الفقراء واكتظت جيوب الأغنياء فلتذكروني
فلتذكروني عندما يفتي الجهول وحين يستخزي العليم وعندما يستحلي الذليل
وإذا تبقى فوق مائدة إمرء ما لا يريد من الطعام
وإذا اللسان أذاع ما يأبى الضمير من الكلام فلتذكروني
فلتذكروني إن رأيتم حاكميكم يكذبون ويغدرون ويفتكون والأقوياء ينافقون
والقائمين على مصالحكم يهابون القوي ولا يراعون الضعيف
والصامدين من الرجال غدوا كأشباه الرجال
وإذا انحنى الرجل الأبي وإذا رأيتم فاضلا منكم يؤاخذ عند حاكمكم بقوله
وإذا خشيتم أن يقول الحق منكم واحد في صحبه أو بين أهله
فلتذكروني
وإذا غزيتم في بلادكم وانتم تنظرون وإذا اطمأن الغاصبون بأرضكم وشبابكم يتماجنون
فلتذكروني
فلتذكروني عند هذا كله ولتنهضوا باسم الحياة كي ترفعوا علم الحقيقة والعدالة
فلتذكروا ثأري العظيم لتأخذوه من الطغاة وبذاك تنتصر الحياة
فإذا سكتم بعد ذلك على الخديعة وارتضى الإنسان ذله فانا سأذبح من جديد وأظل اقتل من جديد وأظل اقتل كل يوم ألف قتلة
سأظل أقتل كلما سكت الغيور وكلما أغفا الصبور
سأظل اقتل كلما رغمت أنوف في المذلة ويظل يحكمكم يزيدها ... ويفعل ما يريد وولاته يستعبدونكم وهم شر العبيد جرح الشهيد لأنكم لم تدركوا ثار الشهيد فاذكروا ثار الشهيد عبد الرحمن الشرقاوي ~~~
------------------------------ السلام على المقطوع الوتين السلام على الشيب الخضيب السلام على الخد التريب السلام على البدن السليب السلام على الثغر المقروع بالقضيب السلام على الرأس المرفوع السلام على الأجسام العارية في الفلوات السلام عليك يا سيد شباب اهل الجنة السلام عليك يا حسين ------------------------------ إن الذين مضوا كان عملهم حسينياً... والذين هم أحياء ينبغي أن يكون عملهم زينبياً... وإلا فهم يزيديون...
من لا يكون شاهداً على عصره ، شاهداً على صراع الحق و الباطل في مجتمعه ، فلا يهم أن يكون في أي موقع و مكان . أن يكون واقعاً في محراب العبادة، أم جالساً على مائدة الخمر و إن لكلّ ثورة رسالتين ، رسالةُ الدّم ، و رسالةُ الكلمة ،، هذه الكلمات السابقة من أعمق ما كتبه الدكتور الشهيد علي شريعتي ، فمن الصعوبة الحديث عن هذا الكاتب الشامخ الحر والإنسان ومن الصعب كذلك الحديث عن هذا الكتاب لأن كل صفحة منه تصرخ بقيمة الحرية والعدالة والإنسان ، قيمة الرسالة الخالدة التي جائت لتحرير البشر وإعلاء قيمة الكرامة لبني البشر فاختطفها أحفاد الشياطين لتعود مرة أخرى بثوب ليس له ملامح الطهر الأول ، الشهادة التي أعلى من شأنها الإمام الحسين ومن قبله العظيم علي ، لماذا ومن أجل من ؟ وما دور البشر الأموات الآن ؟ الشهداء هم الأحياء وهم النور الذي يضيء طريق الإنسانية الذي أراده الله لها ،، كتاب قيم جداً
يؤخذ من هذا ال��تاب معنى الشهادة والعمق الأبعد لها .. لا يؤخذ منه التاريخ بالطبع .. يا لثارات الحسين! .. الكتاب فيه عمق جميل .. معاني الشهادة فاتنة جدا جدا .. اللهم اغفر لشريعتي..
"لقد قام الآن ((معلم الشهادة)) ، قام ليعلم الذين ظنوا أن الجهاد يجب بالقدرة ، والذين توهموا أن النصر هو فقط الغلبة على العدو ، قام ليعلمهم : أن ((الشهادة)) ليست ((خسارة)) إنها ((اختيار)) ، اختيار المجاهد للتضحية على أعتاب محراب الحرية ومعبد الحب ، اختيار الجهاد والنصر " "وأما الشهادة ، فهي عمل مفاجئ يحدث تحولا ربانيا في الجانب الحقير والمنحط من الانسان إثر عملية توهج واحتراق في نار العشق والايمان ، ليصبح ذلك الإنسان طاقة نورانية إلهية محضة"
مع نسمات الصباح العليلة ،انهيت قراءة هذا الكتاب الذي تناول قضية الشهادة المقدسة يتحدث شريعتي عن مفهوم الشهادة ودواعيها في ذلك العصر الذي ما اشببه بعصرنا، وعن الشهيد الحسين رضي الله عنه
السرديات التاريخية لم اخذها كلها ، لكن التجلي كان في النصف الثاني من الكتاب حيث تطرق لفلسفة الشهادة ، لن أستطيع التعبير اكثر ولكن هذه بعض الاقتباسات :
* الشهادة في قاموس مذهبنا، ليست حادثاً دامياً منغصاً كما هي عند بعض الامم في تاريخها : مجرد تضحية يقدم عليها الأبطال اذ يقتل بيد عدوه في ساحة القتال ، فيكون موته مبعث ألم، ويكون اسمه " شهيدا " وموته " شهادة "! لا! الشهادة في معارفنا ليست موتاً يفرضه العدو على ( المجاهد ). بل الشهادة : اختيار واع يقدم عليه المجاهد بكل طواعية ووعي وادراك ويختاره بدافع ذاتي بعيد.
* فالشهادة دعوة لكل الأجيال في كل العصور: اذا استطعت ، انتزع الحياة وإلا فقدمها!
* ذلك ان "الشهادة" هي ، اولا وأخيرا ، "حضور" دائم في ساحة المعركة التاريخية الناشبة بين الحق والباطل .
* وحده، الحسين، كان "البطل" لأنه وحده كان "��لتاريخي"، وفِي المدى فإن البطل التاريخي، هو الذي يجيب عادة على سؤال العصر ونداء العصر .
* وفِي النهاية فإن " الانسان الحي" هو المسؤول عن الجهاد وليس "الانسان القادر".
عندما تكون الشهادة أبلغ ما تكون في حضرة المولى الحُسين.. عندما يكون هو شكلها الأوفى، عندما يثور الحسين -بأبي هو وأمي- وتكتب الأقلام شهادته فإن الأقلام لا تكفيه ولا دفّات الكتب تحتويه وتفهمه.. لا استطيع أن أعطي هذا الكتيب تقييمًا مجردًا من العاطفة، كُلُّ ما يكون متعلقًا بالحسين يجبرك على الوقوف حائرًا كيف كان وحده، بغربةٍ تشبه غربة جده وأبيه، هو الذي يحمل رسالتهم ويرثها ويبذل فيها ما يبذل.. وما أعزَّ ما بذلت يا حبيبي يا حُسين! لله درّ الأقلام الثائرة التي تقرأ ثورة الحسين وتقف سدًا منيعًا أمام شتات العالم، هكذا كان يريدنا أبا الأحرار؛ ثوار في وجه الطغيان وشهداء على كلمة الحق.
" فإذا كان الظّلم و البطش و القمع و القهر و كل ألوان الاستعباد و الإذلال، قد ظلمت الحسين و زينب و من رافقهما من الشهداء الأبرار، أليس بكاؤنا و تخاذلنا نحن اليوم هو ظلمٌ آخر من ظلم التاريخ يُمارس عليهم مرة أخرى؟"
" إنّ نظرة إلى واقع الشهادة و إلى واقعنا، بعد الشهادة، تثبت هذا الفارق الكبير ما بين قِيم الشهادة و مبادئ التشيع، و ما بين مانحن عليه من تخاذل و خور و تراجع و إذلال …"
" منذ ان نسينا الشهادة و اتجهنا الى مقابر الشهداء، فقد أسلمنا رقابنا للموت الأسود، و منذ أن نسينا أن نتشيّع لعلي و الحسين و زينب، نسينا أن نقتدي بالشهداء، و جلس نساؤنا و رجالنا للعزاء، و أصبحنا في مأتمٍ دائم !!"
"إن الشهادة هي الشيء الذي يتغلغل في أعماق التاريخ لتكون قدوة لمن يأتي ويريد أن يكون، وهي إدانة لهذا العصر الذي يمضي بصمت، ثم أنها الطريق الوحيد وشكل المقاومة الوحيد وعلامة الحضور والدفاع عن العدل والصدق والحق.
عندما لا تملك غير الموت للوقوف بوجه الظلم، قائد حمل عل عاتقه مسؤولية تاريخية وقام بثورة مكملة للثورات التي بدأت بوجه الظلم عل مر التاريخ، الثائر الحسين ابن علي. "خط الموت على ابن ادم مخط القلادة على جيد الفتاة"
ما أروع "شريعتي" حين كتبَ، فقدت امتزجت أحرفهِ بالحزن والكآبة؛ وذلك لما وقع في موقعة "كربلاء" والتي زلزلت الأرض بوقوعها هذا. ذكرى مِنْ أبشع ما يكون، عندما كان الإمام الحُسين -عليه السلام- ضحيتها ومَنْ معه مِنْ أهل البيت على يدِ مُجرمين قتلة لا يعرفعون الرحمة ولا حُرمة أهل البيت؛ وعلى رأسهم يزيد بن مُعاوية؛ والتمثيل والإهانة بجثته والسير برأسهِ إلى قصر الحكم، وسبي نساء أهل البيت الشريفات في الصحارى.
لقد كان لهذه الواقعة أثر كبير في التاريخي، ليس فقط التاريخ الإسلامي، بل التاريخ ككل، هؤلاء المجرمون قاموا بما لمْ يقم به ملكي الروم وكسرى وغيرهم مِنْ المُلوك. والأدهى، أنك تجد إلى الآن مَنْ يُبرر هذا الفعل الشنيع، ويقول أنّ خروجه عن ولي الأمر أمرٌ غير جائز!
كتاب جميل جدًا رغم الأسف الشديد الذي يحمله مضمونه، وأسلوب شريعتي وسردهِ للأحداث والوقائع وتحليله كان له دور مُميز في ذلك.
مبدأيا مش هقيم الكتاب .. مش هينفع للأسف شعوري تجاهه متناقض لحد بعيد
أول لقاء بعلي شريعتي .. برأس علي شريعتي بأفكاره
الرجل رأسه لم يكن لها من حل سوى أن يرتقي أسأل الله له العفو والقبول
هو أستاذ ومعلم بحق إن كان ما قيل عنه صحيح هذا البعث اللذي استطاع اشعاله في النفوس وهذه الحقائق التي استطاع احيائها في العقول وهذه الضجة التي استطاع إحداثها حول التشيع الصفوي ومقارعته بأصل التشيع
لم يكن لها إلا ان يهراق دم الرجل
المقدمة طويلة إلى حد .. مقدمة المترجم والدار وتقديم من بعض من عرفوه وشاركوه النضال وحلم الثورة
الحديث عن الشهادة آخاذ جدا الحديث عن الثورة والحرية وامتدادهما التاريخي بارع جدا
لكن كيف أغفل النظرة الشيعية الضيقة .. المتشيعة والمتحيزة وكيف أقبل البهتان على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
ينتهي الكتاب بفصل في الدعاء .. أوله وجدته عبقري جدا لم أرى دعاءا هكذا من قبل دعاء بالحرية والفكر والعلم والعقيدة والانبعاث والحقيقة والحس والنور والدين والشعور والقوة
ثم أخذه الانحراف المتوقع نظرا للمذهب والله المستعان
مما قاله في الشهادة : الشهادة في معارفنا ليست موتا يفرضه العدو على المجاهد ، بل الشهادة اختيار واع يقدم عليه المجاهد بكل طواعية ووعي وإدراك ويختاره بدافع ذاتي بعيد "
ومما قاله في المسؤلية : إن الإنسان في مدرسة الإسلام مسؤل ولو كان وحده ، مسؤول ولو واجهته قوة غاشمة متحكمة في المصائر .. ذلك أن المسؤلية يحددها الوعي والإيمان .. لا القوة والإمكان فمن كان أكثر وعيا كان أكثر مسؤلية "
ومما قاله في الحسن : قام الحسين ليعلم الذين ظنوا أن الجهاد يجب بالقدرة ، والذين توهموا أن النصر فقط الغلبة على العدو ، قام ليعلمهم أن الشهادة ليست خسارة .. انهااختيار المجاهد للتضحية على أعتاب محراب الحرية ومعبد الحب، اختيار الجهاد والنصر "
لقد كان سؤال "ما العمل؟" في تلك الفترة الحاسمة والعصيبة من التاريخ، والوضع على ما هو عليه من تحكم أسود بمصير الإسلام، يطرح نفسه بشكل حاد على كل المفكرين والمؤمنين بالثورة، والأوفياء لمعاني الحرية والحقيقة والعدالة في الإسلام، يطرح نفسه على هؤلاء الذين رأوا وأحسوا وفهموا وتعذبوا وعرفوا معنى المسؤولية، لكنهم لم يعرفوا مخرجا من هذا العذاب، وإنما كانوا فقط يتساءلون: ما العمل؟
. . .
لقد قام الآن "معلم الشهادة"، قام ليعلم الذين ظنوا أن الجهاد يجب بالقدرة، والذين توهموا أن النصر هو فقط الغلبة على العدو، قام ليعلمهم: أن "الشهادة" ليست "خسارة" إنها "اختيار"، اختيار المجاهد للتضحية على أعتاب محراب الحرية ومعبد الحب، اختيار الجهاد والنصر.
إن الحسين وارث آدم الذي أعطى الإنسان الحياة. وارث الأنبياء الذين علموا الناس كيف الحياة. وها هو في هذا العصر يعلم "أبناء آدم" كيف يموتون؟
ها هو ليقول للناس: إن الموت الأسود هو مصير مشؤوم ينتظر كل ذليل يصافح العار لكي يعيش، وأن من لم يجرؤ على اختيار "الشهادة" سيختاره الموت!!
إذا كان لكم دين (فالدين)، وإذا لم يكن لكم دين (فالحرية) أمانة في اعناقكم، وليكن إنسانكم "المتدين" أو "الحر" شاهد عصره عند اعتراك الحق والباطل في ساحات النضال، فإن شهداءنا حاضرون أبداً، يحيون مثلاً وقدوة وشهوداً على الحق والباطل، وعلى قضية الإنسان ومصيره. تلك هي معاني الشهادة! انتهى الاقتباس.
هكذا يصرخ شريعتي في الجموع التي تحضر محاضرته فيحدثهم عن شهادة الحسين رحمه الله ويستخدمها كنقطة تحفيز للجموع للتخلص من الفكر الإرجائي والجبري سعياً نحو رفع الظلم عن الناس ورقابهم وان يسعو للشهادة بشقيها فأما أعمار في الأرض أو موتٌ من أجل رسالة
الكتاب جيد في معظمه وهناك بعض القضايا الخلافية بين الفكر السني والشيعي ويذكرها الكاتب فيجدر الإشارة لذلك
اكثر ما يجذبني في الادب الشيعي هي روح الثورية المستدامة فيه، وحينما يكون شريعتي ه�� الخطيب في هذا المجال وفي موضوع كموضوع الشهادة فانت امام عمل ثوري وتأصيل ثوري لمفهوم الشهادة. شريعتي ينظر لمفهوم جديد عن الشهادة،شهادة لدين ضد دين وشهادة على ظلم وتحريف اريد لهذا الدين. ومن هنا يرفض شريعتي تماما فكرة الباعث السياسي للحسين عند خروجه لكربلاء كمحرك اساسي لفعله ،ولكنه يضيف لها بعدا دينيا وروحيا عميقا. الدعاء في اخر خطبة شريعتي بديع ومختلف...دعاء (ثوري) يليق بمفكر ثوري بعيدا عن دعاة (اللهم ارفع عن البلاء ونحن قعود)
إن الشهيد هو قلب التاريخ النابض بالحياة, وكما يهب القلب الحياة والدم للشرايين اليابسة, تكون الشهادة دماً يجري في شرايين مجتمع يسرع نحو الموت ويفقد أبناؤه الثقة والإيمان بالقيم, مجتمع آثر الاستسلام وتناسى المسؤولية والإيمان بالإنسان وتلاشت حيويته وحركته وتجمد إبداعه.. إن "الشهادة" تعطي هذا المجتمع دماً وولادة وحركة جديدة. وأكبر معاجز الشهادة هي إيصال الحياة والدماء إلى الأجزاء الميتة من ذلك المجتمع, من أجل ولادة جيل جديد وإيمان جديد!!
تستيقظ من جديد الجاهليه والطبقيه وامل الحرية والمساوة ويرتفع صوت الشرك من على المأذن ويلبس كسرى عمامة الرسول وينطق عجل السامري بالتوحيد واصبح الايمان اقراصا للتنويم وصار التوحيد وسيلة للكفر !!! هذا هو الزمان الذي نظر اليه الحسين وامعن النظر انه الزمن الليل !!
كتاب رائع للشهيد الدكتور علي شريعتي..يشرح فيه وقائع سلب الأموين للتراث الديني الإسلامي وتحويره، ودور الإمام الحسين عليه السلام في إعادة تصويب المسلمين وتوجيههم بالإتجاه الصحيح
يضع هذا الكتاب بين أيدينا محاضرة ألقاها الدكتور علي شريعتي على مسامع طلابه. يدور موضوع المحاضرة حول محور الشهادة، إذ يحاول فيها تفسير معنى الشهادة وعرض أبعادها ومعانيها ومعالمها في ضوء واقعة كربلاء وشهادة الإمام الحسين (ع).
قُسِّمَ الكتاب إلى ثلاثة أقسام. في أولها قام شريعتي بالإشارة إلى شهادة بعض الشخصيات البارزة في تاريخ الإسلام مثل الإمام علي (ع) والحسن (ع) وحجر بن عدي (بتسلسل الأحداث زمنيا) حتى استشهاد الإمام الحسين (ع). وقام معها بعرض أحوال الأمة الإسلامية التي أخذت بالتدهور مع وصول الحكم إلى معاوية، الأمة التي كانت حينها تتألف من الجيل الأول في الإسلام، "جيل الثورة" - كما يسميه شرعتي- وهو الجيل الذي شهد قيام الإسلام وبطولاته، والجيل الثاني الذي سمع ولم يشهد تلك الوقائع. ومع متغيرات عصر الإمام الحسين انقسم الجيل الأول إلى ثلاث فئات - كما يرى شريعتي - فئة نالت الشهادة، وفئة باعت دينها بدنياها، وفئة آثرت سلامتها على الجهاد فاعتكفت ف�� المساجد. والفساد قد غَرسَ مَخالِبَهُ في الأُمَّة وليسَ هُناكَ من مُتَصَدٍّ، إذ ينظُرُ الجيل الثاني لِواقِعه بحِيرَةٍ بين تناقض الماضي والحاضر وحقيقة الإسلام بين الأمس واليوم، قد فَقَدَ جميعَ معاني الثورةِ ومعنى الإسلام الأصيل بعد أن شُوِّه وطُمِسَتْ معالِمُه. وأوضح شريعتي بعض الأساليب التي اتُّبِعَت لتضليل الأمة في ذلك الزمان.
وبعد شرح هذه الأوضاع انطلق شريعتي في القسم الثاني من الكتاب بإيضاح موقف الإمام الحسين من هذه الظروف وهو الثورة، وشرح بإيجازٍ غير مُقَصِّرٍ أسلوبَه في تلك الثورة وسبب اتِّباعِه لها، ومن هذا المُنطَلَق دخل في شرح معنى الشهادة، وهي الشهادة التي اختارها الإمام الحُسَين (ع) ودور الجهاد وهذه الشهادة ورسالتها في كل عصر.
وفي القسم الثالث يؤكد على ما سبق أن أحقَّهُ من معاني الجهاد والثورة والشهادة ويطرح هذا التساؤل، ماذا بعد الشهادة؟ فيطرح لنا وَجهَي الثورة المتلازمان اللذان لا ينفكان وهو الدم والرسالة، أمَّا الدَّمُ فقد أدى رسالته، وأمَّا رسالته فاستِمرارُها تُمَثِّلُها السيدة زينب (ع) التي أوصلت الرسالة لجميع العالم بصوتِها صَوْتِ الحق الجَهور. وهذا هو دورنا نحن الذين ندعي اليوم حب الحسين (ع).
ويواصلُ الحديث حتى نهاية الكتاب بأسلوبِه الثوري الاستنهاضي ولهجته الشديدة المعذبة. إن أسلوب شريعتي عمومًا يتَّسِمُ بهذا الجمع بين العاطفة والعقل، يُلقي عليك الحجة ثم يستثير عاطِفَتَك إلى جانب عقلك بتعبيراتِه الدَّقيقة وتشبيهاته الواقعية التي تصيبُ لُبَّ المعنى والحقيقة. ومن أسباب اتباعه لهذه الأساليب كونه في مقام الخِطابة في الناس وتوجيههم، وأيضًا تبعًا لطبيعة المجتمع الذي يخاطبه، حيثُ كان يعيش تحت ظروف ذليلة يرفضها شريعتي بل ويرفضها كل إنسان شريف في إيران، وكانوا مُكَبَّلين بمعتقدات وتقاليد يرى شريعتي أنها سجن لهم بل وتعطيل لرسالة الإمام الحسين (ع). لِذا نرى أسلوبه في الغالب مُتَّسمًا بالقوة والصراحة في نقد مشاكل المجتمع، لإيقاظه واستنهاضه. وبالفعل كلمات شريعتي لا يمكن أن تمر عليك مرور الكِرام وقد تُعيدُ قراءتها وتُطيلُ التأمُّلَ فيها.
"باسم الله رب المستضعفين" تخونني الكلمات عن كتابة تعليق على هذا الكتاب لذا لست بصدد ذلك، بل سأعرض بعض من الاقتباسات من هذا الكتاب. *انوه ان علي شريعتي القى ما ورد في هذا الكتاب كمحاضرة لطلابه ثم دونت واصبحت كتابا*
الاقتباسات: "من لا يكون شاهدا على عصره، شاهدا على صراع الحق والباطل في مجتمعه، فلا يهم أن يكون في أي موقع ومكان، أن يكون واقفا في محراب العبادة، أم جالسا على مائدة الخمر..."
"ما هو اعظم من الحسين وهو ما ضحى بنفسه من أجله، لقد كانت عند الحسين قضية، وهو ضحى من اجل هذه القضية، لكنا سقطنا في المأزق العاطفي اذ تكلمنا بسخاء عن الحسين ونسينا بسخاء مماثل القضية التي كان لها الشهيد الاكبر..."
"فصل الحسين وقضيته عن الجذور التاريخية للمدرسة العقائدية التي انبتها هو بمثابة بتر عضو في جسم حي، لدراسته أو الاحتفاظ به!"
"...فقد خرج محمد من والى المستضعفين..."
"العقول والقلوب هي مصادر الخطر والاشتعال المرعب"
"ان الانسان في مدرسة الاسلام مسؤول ولو كان وحده، مسؤول لو واجهته قوة غاشمة متحكمة في المصادر، ذلك ان المسؤولية يحددها الوعي والايمان لا القوة والامكان، فمن كان اكثر وعيا كان اكثر مسؤولية..."
"اما كتاب الصدق فقد رفع على رؤوس الرماح، ومن على الماذن ارتفع صوت الشرك، ونطق بالتوحيد عجل السامري، واتكأ النمرود على سنة ابراهيم، واعتمر قيصر عمامة رسول الله، وصارت بيد الجلاد قبضة سيوف الجهاد، واصبح الايمان اقراصا للتنويم، وصار التوحيد وسيلة للكفر!!"
"بل انه احتجاج احمر على التحكم الاسود..."
"الشهادة دعوة لكل انسان في كل العصور: اذا استطعت، انتزع الحياة والا فقدمها!"
"اكبر معاجز الشهادة هي ايصال الحياة والدماء الى الاجزاء الميتة من ذلك المجتمع"
"اسمعوهم فانهم قالوا: من اراد ان يعرف كيف يحيا جيدا فليعرف كيف يموت جيدا"
أما الذين اختاروا الميتة الحمراء بأيديهم، دليلاً على حبهم للحقيقة المهددة بالاندثار، واستعملوا سلاح النضال الوحيد والفاعل ليحافظوا على قيم عزيزة مهددة بالمسخ، هؤلاء هم رجال حاضرون وشهود مبصرون عند الله وعند الخلائق وفي كل أرض وعصر وجيل.
أما أولئك الذين يمدون الذل طلباً للعيش الرخيص، فهم موتى التاريخ المهانين.
ولنقرر : من هم الأحياء ؟! أولئك الذين بذلوا أنفسهم بسخاء واختاروا الموت مع الحسين مع أن كل شيء كان يغريهم ويدعوهم للحياة والخلاص، أم هؤلاء الذين اختاروا إذلال يزيد وعار التخلي عن الحسين؟
من هم الأحياء اليوم ؟ أولئك أم هم؟
إن الذي لا يرى الحياة جثة تتحرك، هو وحده الذي يرى الحسين وحضوره وكامل وجوده ويحس موت أولئك الذين صافحوا الذل لمجرد أن يبقوا على قيد الحياة !!
الشهداء وحدهم الأحياء."
"أما الشهادة فقد أوردنا قيمها وصورها ومعالمها، وأكدنا أن معنى الشهادة هو اختيار الموت بديلاً عن حياة مهيضة في ظل الظلم والجور ..."
"أصدقائي : نحن في زمن رديء، و إنما أملي وإيماني بكم أيها الشباب..
أما هؤلاء الذين توصلوا إلى ما يريدون، فكان لهم مال وعلم ووظيفة ومراكز اجتماعية، فإن مسؤوليتهم تنحصر في محافظتهم على ما عندهم.
أما أنتم الذين ما زلتم تتمتعون بنعمة الحرمان، فلعلكم تقدرون على إنقاذ ما يتسرب من أيدينا، أو عمل شيء من أجل هذا الذي في طريقه إلى النسيان... ."
الشهادة الدكتور شريعتي في هذه البحث جاءت رؤيةُ شريعتي عن مفهوم الشهادة عبر طرحه العديد من الأسئلة ويجيب عنها من منظور فكري, علمي و فلسفي و لا يستند فقط للتاريخ وسرد الأحداث وأنما من خلال فحص وتحليل المضمون المركَب لهذا المصطلح. الشهادة وفق معيارها الثوري ضد القهر والفساد والانحراف وتشوية القيم الإسلامية الأصيلة. أيضا ينقلنا فكر شريعتي الى دلالة و معنى آخر للشهادة هي رسالة للتاريخ الإنساني والأجيال القادمة حينما اقدم الحسين ع على نداءه الأخير المشهور"هل من ناصر ينصرني" هي رسالة للخروج بوجه الطغاة والحكام الظلمة لنصرة للمظلومين والمستضعفين. ويستنتج شريعتي بان النهضة الحسينية في كربلاء كانت لإرساء الحق والعدل بسلاح الوحيد الاستشهاد. قراءة جميلة كانت
أتفق كثيرا مع نظرة عليّ شريعتي لحادثة كربلاء، نظرة ثورية في نقطة مفصلية في التاريخ الإسلامي. موت الحسين كان شهادة للتاريخ أن هناك أفراد قتلوا من أجل رفضهم ما حال إليه حال المسلمين ٱنذاك. إنحراف عن مبدأ الشورى، سلطة مطلقة في يد الأمويين، تحول إلى الملكيّة، قتل المعارضين، استغلال الدين، الخ الخ
هناك بعض الشطحات و التلميحات الشيعية التي لا تعنيني حقيقة
ماذا نحن و من نحن، و كيف نحن، بعد الشهادة؟ الآن.. مات الشهداء ونحن الاموات .. أحياء! لقد قال الشهظاء كلمتهم ونحن الصم المخاطبون! الشهداء الذين كان لديهم الشجاعة على اختيار الموت ما دامو غير قادرين على الحياة!